للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فَكيف أعمل بِهِ فَقَالَ رح أقذف لَهُ وَكَانَ لَهُ حسن ظن كَامِل فِي الشَّيْخ وعقيدة ثَابِتَة فَلم يَتَمَالَك أَن جَاءَ إِلَيْهِ وَوضع بَطْنه على بَطْنه وتقيأ شَيْئا كثيرا ثمَّ قَالَ مُحَمَّد فَمَا هُوَ إِلَّا أَن قَامَ عني وَقمت وَكَأن لم يكن بِي شَيْء وسارا فِي تِلْكَ اللَّيْلَة وللعلامة مُحَمَّد بن عمر بحرق فِيهِ مرثية فِي غَايَة الْحسن وَهِي شعر ... لمن تبنى مشيدات الْقُصُور ... وَأَيَّام الْحَيَاة إِلَى قُصُور

وَحَتَّى م التهالك والتفاني ... على الخداعة الدُّنْيَا الْغرُور

فَمَا يغتر بالدنيا لَبِيب ... وَلَو ابدت لَهُ وَجه السرُور

فغاية صفوها كدر وأقصى ... حلاوتها إِلَى الكأس المرير

ألم ترى كَيفَ هدت ركن مجد ... وفاضت بَحر مكرمَة زخو

وروعت الْأَنَام بفقد شخص ... رزيته على بشر كثير

شهَاب ثاقب من نور بدر ... تبقى من شموس من بدور

نماه العيدروس وكل قطب ... غياث للورى فَرد شهير

تناثر عقدهم نجما فنجما ... تغيب تَحت أطباق الصخور

فأظلم بعدهمْ دست الْمَعَالِي ... وأكسف قطرهم بعد الزهور

فوا اسفا على أطواد حلم ... إِذا أستشكلت ملمات الْأُمُور

وواحزناً على تيار جود ... يمد بصيب الْغَيْث الغزير

وَيَا لهفا على أَخْلَاق لطف ... يفوق الزهر فِي الرَّوْض النَّضِير

لَئِن ذَهَبُوا فقد أَبقوا فخاراً ... يضيق لحصره صدر السطور

ففاقوا النَّاس أَحيَاء وفاقت ... ضرائحهم على أهل الْقُبُور

فَلَا يَأْتِي الزَّمَان لَهُم بِمثل ... وَهل للشمس وَيحك من نَظِير

على تِلْكَ الْوُجُوه سَلام رب ... رَحِيم غَافِر بر شكور

الهى كن لنا خلفا وذخرا ... فانك جَابر الْعظم الكسير

وصل على أجل الْخلق قدرا ... مُحَمَّد البشير لنا النذير

وَمن وَالَاهُ من آل وَصَحب ... على مر الأصائل والبكور ...

وفيهَا زَالَت دولة الشراكسة على عهد الغوري وَهُوَ آخر مُلُوكهمْ فقد فِي حَرْب السُّلْطَان سليم وَلم يظْهر لَهُ خبر

وفيهَا فِي يَوْم الْخَمِيس الثَّانِي من شهر صفر توفّي الْفَقِيه الْعَالم الْفَاضِل جمال الدّين مُحَمَّد بن الْفَقِيه مُوسَى بن عبد الْمُنعم الضجاعي أحد المدرسين

<<  <   >  >>