للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بِمَدِينَة زبيد وَدفن بهَا بعد صَلَاة الْعَصْر من ذَلِك الْيَوْم عِنْد أَبِيه وجده بعد أَن صلي عَلَيْهِ بِمَسْجِد الأشاعر وَكَانَ لَهُ مشْهد عَظِيم

وفيهَا فِي عصر يَوْم الثُّلَاثَاء خَامِس شعْبَان توفّي الْعَلامَة إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل الْبُرْهَان أَبُو الْوَفَاء ابْن الزين الْمقري أبي هُرَيْرَة أبن الشَّمْس بن الْمجد الكركي الأَصْل القاهري المولد وَالدَّار الْحَنَفِيّ أَمَام السُّلْطَان وَيعرف بِابْن الكركي غريقاً شَهِيدا فِي بركَة الْفِيل تَحت منزله بهَا وَكَانَ مولده وَقت الزَّوَال من يَوْم الْجُمُعَة تَاسِع رَمَضَان سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَأمه أم ولد جركسية فحفظ الْقُرْآن وَأَرْبَعين النَّوَوِيّ والشاطبية ومختصر الْقَدُورِيّ والفية ابْن مَالك وَغَيرهَا وَعرض على عُلَمَاء عصره كالشهاب ابْن حجر وَالْعلم البُلْقِينِيّ والعلمان القلقشندي واللؤلؤي السَّقطِي وَسعد الدّين بن الديري وَابْن الْهمام وَجَمَاعَة آخَرين وَكَتَبُوا كلهم لَهُ وَسمع صَحِيح مُسلم أَو أَكْثَره على الزين الزَّرْكَشِيّ وتلى الْقُرْآن على بَعضهم وجود الْقِرَاءَة مَعَ رؤسائها وَأكْثر من مُلَازمَة الشَّافِعِي وَاللَّيْث وَغَيرهمَا من الْمشَاهد الجليلة وعادت بركَة أَرْبَابهَا وزوارها عَلَيْهِ وَفِي غُضُون ذَلِك مقبل على الْعلم وتحصيله يتَوَجَّه لمنقوله ومعقوله فَأخذ الْمِيقَات عَن الْبَدْر القيمري وَالْفِقْه والعربية عَن الشَّمْس امام الشيخوخة وَكَذَا أَخذ عَن النَّجْم الْغَزِّي قَاضِي الْعَسْكَر بل والعز عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ وَسمع عَلَيْهِ الشِّفَاء مُلَفقًا بِقِرَاءَة قارئين وَقَرَأَ الصَّحِيحَيْنِ على الشهَاب أَحْمد بن صَالح الْحلَبِي الْحَنَفِيّ ابْن الْعَطَّار وَحضر دروسه بل حضر دروس الْكَمَال ابْن الْهمام ولازم التقي الحصني وَكَذَا النقي الشمني والكافياجي وَعظم اخْتِصَاصه بهم

وَمِمَّا أَخذ عَن الشمني التَّفْسِير وعلوم الحَدِيث وَالْفِقْه والأصلين والعربية والمعاني وَالْبَيَان والمنطق وَغَيرهَا بقرَاءَته وَمرَّة غَيره تَحْقِيقا ودراية وبقراءته أَيْضا الشِّفَاء وَالْبُخَارِيّ وَدخل مَعَهم فِي كثير من مشكلات كتب هَذِه الْفُنُون وَغَيرهَا وأذنوا لَهُ فِي اقرائها

وَلما سَافر قايتباي فِي أَيَّام امارته قبل أَن يصير إِلَيْهِ الْملك إِلَى بعض الْبِلَاد أستصحبه أماماً ثمَّ لم يلبث إِلَى أَن أرتقى إِلَى السلطنة فقربه وَأَدْنَاهُ وأحبه

<<  <   >  >>