للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَوْله رَحْمَة للمجهود فالمجهود أَصْنَاف مجهود فِي المعاش ومجهود فِي الْعِبَادَة ومجهود فِي الْبلَاء فَمن شَأْنه أَن يرحم كل هَؤُلَاءِ

قَوْله إِن الْمُؤمن عياذا لله عياذا الله هُوَ الَّذِي يعيذ عباده من السوء الْمُؤمن الْبَالِغ فِي إيمَانه يعيذ الْعباد بِفضل إيمَانه من جوره فقد أَمنه الْخلق وصاروا مِنْهُ فِي معَاذ لَا يَحِيف على من يبغض أَي بغضه إِيَّاه لَا يحملهُ على أَن يَحِيف عَلَيْهِ وَذَلِكَ قَوْله تَعَالَى {يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا كونُوا قوامين لله شُهَدَاء بِالْقِسْطِ} الْآيَة

قَوْله لَا يَأْثَم فِيمَن يحب أَي لَا يحملهُ حبه إِيَّاه أَن يَأْثَم فِي جنبه فَإِنَّهُ إِذا كَانَ على غير ذَلِك كَانَ بغضه لغير الله وحبه لغير الله

وَرُوِيَ عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ لَا يبلغ العَبْد ذرْوَة الْإِيمَان حَتَّى يحب فِي الله وَيبغض فِي الله

فَمن كَانَ حبه فِي الله وبغضه فِي الله لم يحملهُ البغض على أَن يجور وَلَا الْحبّ على أَن يَأْثَم وَمن أحب وَأبْغض لهوى نَفسه جَار على الْمُبْغض وأثم فِي جنب المحبوب قَالَ تَعَالَى {يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا إِن من أزواجكم وَأَوْلَادكُمْ عدوا لكم فاحذروهم} وَذَلِكَ أَنهم لما أَرَادوا الْهِجْرَة امْتنع مِنْهُم بعض أَزوَاجهم وَأَوْلَادهمْ فَافْتتنَ بَعضهم بالأزواج وَالْأَوْلَاد فأقاموا وَتركُوا الْهِجْرَة وَمِنْهُم من مضى وتركهم فَنزلت هَذِه الْآيَة فِيمَن أَثم فِي جنب محبوبه من الْأَهْل وَالْولد

قَوْله وَلَا يضيع مَا استودع لِأَنَّهُ يشفق على مَا يؤتمن عَلَيْهِ كشفقته على مَال نَفسه لعَظيم قدر الْأَمَانَة عِنْده

<<  <  ج: ص:  >  >>