للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

سجن مظلم وسويداء قلبه لَا أَدْرِي أتبقى مَعَه حَتَّى يخْتم لَهُ بهَا أم يسلب فَيَمُوت كَافِرًا عدوا لله وَإِن تفضل الله عَلَيْهِ بِأَن يَتْرُكهَا عَلَيْهِ وَختم لَهُ بهَا لَا أَدْرِي مَتى ينجو من النَّار

قَوْله لَا يطعن فالطعن قد يكون من الْحَسَد وَقد يكون من الْغيرَة والغيرة من إِبْلِيس فِي صدر الْآدَمِيّ كالعذرة من الْآدَمِيّ فَحق على كل مُؤمن أَن يعاف من الْغيرَة فَإِذا طعن فقد هتك السّتْر وَإِنَّمَا يطعن فِي ستر الله وَلَو أَن رجلا طعن فِي ستر ملك من عُظَمَاء مُلُوك الدُّنْيَا لخاطر بِنَفسِهِ وأهلكها فَكيف بستر الله لِأَن الْمُؤمن فِي سبعين سترا من الله

عَن الْحسن الْبَصْرِيّ عَن سلمَان قَالَ الْمُؤمن فِي سبعين حِجَابا من نور فَإِذا عمل خَطِيئَة ثمَّ تناساها حَتَّى يعْمل أُخْرَى هتك عَنهُ حِجَابا فَإِذا عمل كَبِيرَة هتك عَنهُ الْحجب كلهَا إِلَّا حجاب الْحيَاء وَهُوَ أعظمها حِجَابا فَإِن تَابَ تَابَ الله عَلَيْهِ ورد تِلْكَ الْحجب كلهَا فَإِن عمل خَطِيئَة بعد الْكَبَائِر ثمَّ تناساها حَتَّى يعْمل أُخْرَى قبل أَن يَتُوب هتك عَنهُ حجاب الْحيَاء فَلم يلقه إِلَّا مقيتا ممقتا فَإِذا كَانَ مقيتا ممقتا نزعت مِنْهُ الْأَمَانَة فَإِذا نزعت مِنْهُ الْأَمَانَة لم يلقه إِلَّا خائنا مخونا فَإِذا كَانَ خائنا مخونا نزعت مِنْهُ الرَّحْمَة فَإِذا نزعت مِنْهُ الرَّحْمَة لم تلقه إِلَّا فظا غليظا فَإِذا كَانَ فظا غليظا نزعت مِنْهُ ربقة الْإِيمَان فَإِذا نزعت مِنْهُ ربقة الْإِيمَان لم تلقه إِلَّا لعينا ملعنا شَيْطَانا رجيما

عَن ابْن مَسْعُود رَضِي الله عَنهُ قَالَ مَا من رجلَيْنِ مُسلمين إِلَّا بَينهمَا من الله ستر فَإِذا قَالَ أَحدهمَا لصَاحبه هجرا هتك ستر الله

قَوْله لَا يلعن اللَّعْنَة إِذا خرجت من العَبْد اسْتَأْذَنت رَبهَا فَإِذا صَارَت إِلَى من رجمت إِلَيْهِ فَلم تَجِد مساغا رجعت إِلَى رَبهَا فَقَالَت رب إِنِّي لم أجد مساغا فَأمرت بِالرُّجُوعِ إِلَى صَاحبهَا

<<  <  ج: ص:  >  >>