قَوْله يعْتَرف بِالْحَقِّ وَإِن لم يشْهد عَلَيْهِ فالمؤمن أَسِير الْحق يعلم أَن الشَّاهِد عَلَيْهِ علام الغيوب وَقد أَيقَن بِمَا أنزل عَلَيْهِ من قَوْله {وَلَا تَعْمَلُونَ من عمل إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُم شُهُودًا إِذْ تفيضون فِيهِ} فقد اجْتمع على قلبه أَمْرَانِ اثْنَان الْعلم وَالشَّهَادَة فَأَخَذته هَيْبَة الْعلم وحياء الشَّهَادَة وَقَالَ تَعَالَى {وَالله يعلم متقلبكم ومثواكم} وَقَالَ {ألم يعلم بِأَن الله يرى} فَلَا يحوج الموقن بِهَذَا إِلَى أَن يشْهدُوا عَلَيْهِ فَهُوَ معترف بِالْحَقِّ أبدا لَهُ أَو عَلَيْهِ
عَن عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ أَتَدْرُونَ من السَّابِقُونَ إِلَى ظلّ الله يَوْم الْقِيَامَة قَالُوا الله وَرَسُوله أعلم قَالَ الَّذين إِذا أعْطوا الْحق قبلوه وَإِذا سئلوا بذلوه وحكموا النَّاس كحكمهم لأَنْفُسِهِمْ
قَوْله لَا يتنابز بِالْأَلْقَابِ فالنبز من شَأْن البطالين الَّذين رفعوا عَن أنفسهم البال وشرهت نُفُوسهم إِلَى التَّلَذُّذ بالبطالات وَفِي ذَلِك حقارة للْمُؤْمِنين
وَرُوِيَ عَن أبي أُمَامَة رَضِي الله عَنهُ أَنه قَالَ لَهُ رجل يَا أصلع فَقَالَ لقد كنت غَنِيا عَن لعنة الْمَلَائِكَة
وَبلغ من تَعْظِيم حق الْمُؤمن أَن يكنى وَيَدعِي بالكنية لِأَن الِاسْم قد نالته البذلة فِي صغره فَلَمَّا بلغ وَحل مَحل الإجلال جعلت لَهُ دَعْوَة طرية مَرْفُوعَة عَن البذلة فكنى عَن الِاسْم بِشَيْء آخر تَعْظِيمًا لَهُ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute