للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أما ثَوَاب عمل الْأَركان من قُصُور الْجنَّة وَنَعِيمهَا وثواب الذّكر من فَرح الله بِالْعَبدِ وحبه لَهُ وتقريبه والبسط مِنْهُ ثمَّ نظرُوا إِلَى السَّاعَة الْأُخْرَى الَّتِي لم يذكرُوا الله فِيهَا وَقد حرمُوا ثَوَابهَا والمسخرون قد عمِلُوا أَعْمَالهم وأوصلوا مَنَافِع السخرة إِلَى هَذَا الْآدَمِيّ فَضَاعَت الْخدمَة عَن الْآدَمِيّ بِقدر مَا غَابَ عَن قلبه ذكره وَلَو طرفَة أَو لَحْظَة وَذَلِكَ مَوْضُوع عَن الْآدَمِيّ لِأَنَّهُ خلق فِي غيب وَالْمَلَائِكَة فِي جهر وكشف وعروا عَن الشَّهَوَات والآدمي مبتلى بهَا فَهُوَ نسَاء خطاء عجول فَلَمَّا خلق الله تَعَالَى خلقنَا هَكَذَا رحمنا وَعطف علينا فأعطانا فِي الْقُلُوب من الْعلم بِهِ مَا أَنبأَنَا فِي كِتَابه أَن الْمَلَائِكَة عجزت عَن ذَلِك الْعلم {قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا علم لنا إِلَّا مَا علمتنا}

فالملائكة يطالعون بعيون أَجْسَادهم مَا تَحت الْعَرْش وَقُلُوب الْآدَمِيّين تطالع مَا وَرَاء الْحجب من عظائم الْأُمُور الَّتِي لَا تَدور الْأَلْسِنَة بذكرها ثمَّ الآدميون على ضَرْبَيْنِ ضرب أهمل الْقلب حَتَّى خرجت الحركات مِنْهُ بِغَيْر ذكر وَلَا نِيَّة فِيمَا أذن الله لَهُ من الْأكل وَالنَّوْم وَالشرب فَهُوَ فِي ذَلِك الْوَقْت مضيع للْخدمَة بطال فتعظم حسرته وَالضَّرْب الآخر أهمل الْقلب حَتَّى خرجت حركات فِي أَمر لم يَأْذَن بِهِ الله تَعَالَى فَصَارَ ذَنبا ومعصية فَذهب العَبْد بِالرَّقَبَةِ أكل رزقه وأبق فَاجْتمع عَلَيْهِ أَمْرَانِ فَوت ذهَاب الْخدمَة وعار الْإِبَاق فَهُوَ أعظم حسرة وَأَشد عُقُوبَة فَلَمَّا علم الله تَعَالَى أَن ذَلِك نَازل بعبيده لم يؤيسهم من رَحمته بل ترك لَهُم بَابَيْنِ مفتوحين بَابا عَن الْيَمين وَهُوَ بَاب التَّوْبَة وبابا تجاهه وَهُوَ بَاب الدُّعَاء وَبسط يَده فَتَركهَا مبسوطة لمن رَجَعَ إِلَيْهِ وَبَايَعَهُ على رد الرَّقَبَة وبذل النَّفس

عَن أبي مُوسَى رَضِي الله عَنهُ قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن الله لَا

<<  <  ج: ص:  >  >>