فدلك على الْفَرح بفضله ليصرفك عَن الْفَرح بِالْجمعِ فَإِن فَرح الْجمع هَلَاك الدّين وَالْقلب وَفَرح الْفضل وَالرَّحْمَة يؤديك إِلَى الله لِأَن كل من فَرح بِشَيْء أقبل عَلَيْهِ وَطَلَبه فَإِذا رأى الله من عبد إقبالا على هَذِه الدُّنْيَا الدنية وعَلى هَذِه الشَّهْوَة الرَّديئَة أعرض عَنهُ ووكله إِلَيْهَا حَتَّى يكون همه دُنْيَاهُ وهمته شهوات نَفسه وَطَلَبه الْعُلُوّ فِيهَا حَتَّى يضاد أقضية الله وتدبيره فخسر الدُّنْيَا وَالْآخِرَة وَإِذا رأى إقباله على ربه صنع لَهُ جميلا وهيأ لَهُ تدبيرا ينَال بِهِ فوز العاجل والآجل وسعادة الدَّاريْنِ
عَن أبي الدَّرْدَاء رَضِي الله عَنهُ قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تفرغوا من هموم الدُّنْيَا مَا اسْتَطَعْتُم فَمَا أقبل عبد بِقَلْبِه على الله إِلَّا أقبل الله تَعَالَى عز وَجل بقلوب الْمُؤمنِينَ تفد إِلَيْهِ بالود وَالرَّحْمَة وَكَانَ الله بِكُل خير إِلَيْهِ أسْرع
فَإِذا نظر الله إِلَى عبد بِالرَّحْمَةِ وَقَلبه مأسور فِي إسار النَّفس أمده من عِنْده بِمَا إِذا صَار المدد إِلَيْهِ تَابَ وَمن رَحْمَة الله تَعَالَى على عَبده إقباله فَإِذا أقبل عَلَيْهِ تلظت جَمْرَة الْإِيمَان فِي الْقلب فتوردت أَشجَار الْخيرَات وأينعت كَمَا يتورد بساتين الدُّنْيَا ويتورد أشجارها إِذا وجد الْحر فَإِذا وجد الْقلب هَذِه الْقُوَّة أقبل على النَّفس بالزجر لَهَا بسُلْطَان قوي حَتَّى