للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

تؤمنه وَمن الَّذِي دعَاك فَلم تجبه يَا رب أَدْعُوك دَعْوَة الخاطئين يَا رب أعتقني ساحم فَمن يعتقني من ذُنُوبِي الموبقة خلصني ساحم من عبودته فَمن يخلصني من سيئآتي وذنوبي عِنْد ذِي الْعَرْش فَقَالَ لَهُ ساحم أَقْسَمت عَلَيْك بعزة الله أَن تُخبرنِي بِالسَّبَبِ كَيفَ صرت عبدا وَمَا الَّذِي صير إِلَى أَن بِعْت نَفسك قَالَ الْوَجْه الَّذِي أعتقني لَهُ ثمَّ قصّ عَلَيْهِ الْقِصَّة

قَالَ وَقد عظمت علينا منتك يَا ساحم فَإِن رَأَيْت أَن أقيم فأؤدي بعض مَا يجب من حَقك أَقمت وَإِن أَذِنت لي بِالرُّجُوعِ بعد إِذْ أعتقتني فَأَنت الْمَأْجُور فِيهِ فَقَالَ ساحم فقد أَذِنت لَك يَا ولي الله ارْجع بِسَلام واذكرني فِي دعائك فَقَالَ اللَّهُمَّ اغْفِر لساحم وأرحمه رَحْمَة لَا عَذَاب بعْدهَا قَالَ فَنُوديَ قد أجبْت يَا خضر

قَالَ وَمضى خضر حَتَّى أَتَى الْبَحْر فَإِذا هُوَ بِرَجُل قَائِم على وَجه المَاء شاخص ببصره إِلَى السَّمَاء وَهُوَ يَقُول يَا من أمسك السَّمَوَات بأَمْره فَلَا يسْقط بَعْضهَا على بعض يَا من دحا الأَرْض وَمَا فِيهَا فأحصى عدد مَا فِيهَا من مَثَاقِيل رملها وحصبائها يَا من عاقب الْخضر بِذَنبِهِ وابتلاه بالعبودة بِذَنبِهِ خلصه وَاجعَل تَوْبَته مَقْبُولَة بِوَجْهِك أكْرم الْوُجُوه فَدَنَا مِنْهُ الْخضر فَقَالَ السَّلَام عَلَيْك يَا عبد الله من أَنْت الَّذِي تسْأَل التَّوْبَة للخضر قَالَ أَنا الَّذِي آمَنت بِجلَال رَبِّي فاشتغلت بأَدَاء شكر إيماني وَإِن الْخضر لم يزل مَعْصُوما حَتَّى رغب فِي الدُّنْيَا وَأدْخل فِي قلبه حبها فابتلي فقد رَحمته وأخلصت لَهُ دعائي فَقَالَ لَهُ أَنا الْخضر فَقَالَ إِلَيْك إِلَيْك أَيهَا المذنب لَا تخالطني أَيهَا الميال إِلَى الميالة وَالذَّيَّال إِلَى الذيالة والمغرور إِلَى المغرورة أنسيت نعيم الْآخِرَة فجرك النسْيَان إِلَى طلب نعيم الدُّنْيَا أَو قد نسيت شدَّة الْآخِرَة وبؤسها فطلبت رَاحَة الدُّنْيَا وسرورها أَلَيْسَ الله أبلاك بِمَا ابتلاك عُقُوبَة مِنْهُ عَلَيْك فَلَو قد نجوت مِمَّا قد رَأَيْت لربحت يَا خضر الخاطئ تبوأت لنَفسك مَكَانا كَأَنَّك تخلد فِيهَا

<<  <  ج: ص:  >  >>