للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَامهمْ فِي أعز نصر وأوفر جمع فَحسن الظَّن وَسُوء الظَّن هَهُنَا يتيبن فَرَأى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْمئِذٍ جميل صنع الله تَعَالَى فِي أمره فَقَالَ الله أكبر صدق الله وعده وَنصر عَبده وَهزمَ الْأَحْزَاب وَحده

فَلَو شَاءَ الله تَعَالَى لبعث مَعَ مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَلَائكَته عَلَيْهِم السَّلَام مَعَهم الشهب فيدمرون على من جَحده وَلَكِن تَدْبِير الله تَعَالَى فِي عباده فِي التؤدة والتأني والرفق بهم ليتسعوا مَعَ تَدْبيره فَإِن الإتساع مَعَ تَدْبيره عبودة والضيق من الاستبداد وكزازة النَّفس والعبودية الصادقة أَن يَدُور مَعَ تَدْبِير الله تَعَالَى فِي الْأَحْوَال كَيفَ مَا دارت فهناك تكون عِنْد الله تَعَالَى رَاضِيا فِي الْأَحْوَال فيرضى عَنْك وَهُوَ قَوْله تَعَالَى {يَا أيتها النَّفس المطمئنة ارجعي إِلَى رَبك راضية مرضية} إطمأنت إِلَى الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَمَاتَتْ شهواتها وَذهب استبدادها فرضيت عَن الله تَعَالَى فِي أحوالها على اخْتِلَاف محبوبها ومكروهها فَرضِي الله عَنْهَا

فَلَمَّا تكلم على بَاب الْكَعْبَة بِمَا تكلم قَالَ لأهل مَكَّة وَهُوَ حوله مَاذَا تَقولُونَ وماذا ترَوْنَ أَنِّي صانع بكم قَالُوا أَخ كريم وَابْن أَخ كريم قَالَ فَإِنِّي أَقُول كَمَا قَالَ أخي يُوسُف لَا تَثْرِيب عَلَيْكُم الْيَوْم يغْفر الله لكم وَهُوَ أرْحم الرَّاحِمِينَ

قَالَ عمر رَضِي الله عَنهُ وانتضحت عرقا من الْحيَاء من قَول رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَذَلِكَ أَنِّي كنت قلت لَهُم حِين دَخَلنَا مَكَّة الْيَوْم ننتقم مِنْكُم ونفعل ونفعل فَلَمَّا قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَا قَالَ استحييت من قولي

فَهَكَذَا يكون فعل النَّاظر إِلَى تَدْبِير الله تَعَالَى فيهم من قبل فِي تِلْكَ الْأُمُور الْمَاضِيَة وحكمته

<<  <  ج: ص:  >  >>