وَالطير والوحوش وَالسِّبَاع وبقاع الْأَرْضين وَالْجِبَال والبحار فَكَانَ لَهُ حكم فِي كل ذَلِك ومملكة وسلطان وأعين بِالرِّيحِ وَالشَّيَاطِين وَالْجِنّ فَسخرَ ذَلِك لَهُ وَأعْطِي الْفَهم لما زيد فِي الْمعرفَة قَالَ عَلَيْهِ السَّلَام إِن المعونة تنزل من السَّمَاء على قدر الْمُؤْنَة
وَكَانَ يعول خلقا من خلق الله تَعَالَى ويعطف على عبيد الله تَعَالَى وإمائه شَفَقَة على خلق الله فوهب لَهُ ملكا لَا يَنْبَغِي لأحد من بعده ثمَّ قَالَ {هَذَا عطاؤنا فَامْنُنْ أَو أمسك بِغَيْر حِسَاب}
فَكَانَ المهنأة فِيهِ أَنه لَا تبعة لَهُ عَلَيْهِ وَجعل نوح عَلَيْهِ السَّلَام دَعوته إهلال الْكفَّار لتطهر الأَرْض من أقذارهم ونجاسة شركهم شَفَقَة على حق الله ليخلص الْحق من أنجاسهم وَمُحَمّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أخر دَعوته الى يَوْم الثَّوَاب وَالْعِقَاب ليفتح الله تَعَالَى على لِسَانه خَزَائِن الرَّحْمَة على عبيده فِي يَوْم بروز الْجُود وَالْكَرم وَشدَّة الْفَاقَة فِي ذَلِك الْمقَام الْمَحْمُود فعمت الْمَلَائِكَة والأنبياء وَالرسل وَجَمِيع الْمُوَحِّدين بِالرَّحْمَةِ وَسكن الهول واطمأنت الْقُلُوب وَكَانَ أهل الْموقف كلهم مُحْتَاجين إِلَى مَا ادخره عَلَيْهِ السَّلَام ليَوْم الْقِيَامَة وصاروا عيالا عَلَيْهِ حَتَّى قَالَ عَلَيْهِ السَّلَام إِن إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام ليرغب إِلَيّ يَوْم الْقِيَامَة فِي تِلْكَ الدعْوَة وَيحْتَاج إِلَيّ