للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والطبقة الثَّالِثَة أهل تَخْلِيط وَقُلُوبهمْ مَعَ الْأَسْبَاب لَا ينفكون مِنْهَا فهم محتاجون الى التَّدَاوِي وَلَا يصبرون على تَركهَا وهم الْعَامَّة

عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْمُؤمن الْقوي خير وَأحب إِلَى الله تَعَالَى من الْمُؤمن الضَّعِيف وَفِي كل خير احرص على مَا ينفعك وَلَا تعجز فَإِن غلبك أَمر فَقل قدر الله وَمَا شَاءَ فعل وَإِيَّاك واللو فَإِن اللو يفتح عمل الشَّيْطَان

فالأقوياء تداووا ومروا فِي الْحِيَل والأسباب وَقُلُوبهمْ مَعَ رب الْأَدْوِيَة لَا مَعَ الْأَسْبَاب وهم الْأَنْبِيَاء والأولياء عَلَيْهِم السَّلَام وَالْمُؤمن الضَّعِيف انه يَحْجُبهُ تداويه عَن الله تَعَالَى وَيتَعَلَّق قلبه بِهِ وَذَلِكَ لضعف يقينه وَفِي كل خير وَالْقَوِي أحب إِلَى الله تَعَالَى

وَقَوله احرص على مَا ينفعك أَي اسْتعْمل تَدْبِير الله تَعَالَى فِي هَذِه الْأُمُور وَلَا تعجز بِتَرْكِهِ فَإِن اسْتعْملت وَلم يكن الَّذِي أردْت فَقل قدر الله وَمَا شَاءَ أَي هَكَذَا كَانَ قدر وَشاء فارض بِحكمِهِ وَإِيَّاك أَن تَقول لَو كَانَ كَذَا كَانَ هَذَا الْأَمر كَذَا وَلَو لم يكن كَذَا لَكَانَ كَذَا فَهَذَا قَول من يتَعَلَّق قلبه بالأسباب وَعمي عَن تَدْبِير الله تَعَالَى وصنعه

وَمَا رَوَاهُ ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنهُ عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يدْخل سَبْعُونَ ألفا من أمتِي الْجنَّة بِغَيْر حِسَاب قيل يَا نَبِي الله من

<<  <  ج: ص:  >  >>