{أرنا الله جهرة} وأيدت هَذِه الْأمة بِفضل يَقِين فَعَلمُوا أَن الشَّيْء إِذا أَعْطوهُ لله تَعَالَى أَن الله لَا يضيعه وتفضل عَلَيْهِم أَن ولي أَخذ صَدَقَاتهمْ بِنَفسِهِ الْكَرِيمَة فَلم يكلها إِلَى مَلَائكَته وَلَا إِلَى أحد من خلقه قَالَ الله تَعَالَى وَهُوَ الَّذِي يقبل التَّوْبَة عَن عباده وَيَأْخُذ الصَّدقَات
وَلِهَذَا كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لايكل خَصْلَتَيْنِ إِلَى أحد فَكَانَ يمشي بِالصَّدَقَةِ إِلَى الْمِسْكِين ويستقي لوضوء المَاء وَلَا يكله إِلَى أحد
وَعَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ مَا من عبد يتَصَدَّق بصدقه حَسَنَة طيبَة فَيَضَعهَا فِي حق إِلَّا كَانَت تقع فِي يَد الرَّحْمَن يُرَبِّيهَا كَمَا يُربي أحدكُم فَصِيله أَو فلوه حَتَّى أَن التمرة واللقمة لتصير مثل الْجَبَل الْعَظِيم ثمَّ قَرَأَ يمحق الله الرِّبَا ويربي الصَّدقَات
وَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام إِن الصَّدَقَة لَو جرت على يَد سبعين نفسا لَكَانَ أجر أحدهم مثل أجر آخِرهم