ومراقبة لتدبيره فِي أُمُوره وَلُزُوم ذكره والنهوض بأثقال نعمه وإحسانه وَترك مشيئاته لمشيئاته وَحسن الظَّن بِهِ فِي كل مَا نابه وَالنَّاس فِي هَذِه الْأَشْيَاء يتفاضلون فمنازلهم عِنْد رَبهم على قدر حظوظهم مِنْهَا فأوفرهم حظا من الْمعرفَة أعلمهم بِهِ وأعلمهم بِهِ أوفرهم حظا من هَذِه الْأَشْيَاء وأوفرهم حظا مِنْهَا أعظمهم منزلَة عِنْده وأقربهم وَسِيلَة وأرفعهم دَرَجَة وعَلى قدر نقصانه من هَذِه الْأَشْيَاء ينتقص حَظه وتنحط دَرَجَته وتبعد وسيلته ويقل علمه وتضعف مَعْرفَته قَالَ الله تَعَالَى وَلَقَد فضلنَا بعض النَّبِيين على بعض
وَإِنَّمَا فضلوا على الْخلق وَبَعْضهمْ على بعض بالمعرفة لَهُ وَالْعلم بِهِ لَا بِالْأَعْمَالِ الظَّاهِرَة فبالمعرفة تطهر الْأَبدَان وتزكو الْأَعْمَال وَبهَا تقبل مِنْهُم فَإِن الْيَهُود وَالنَّصَارَى عمِلُوا أَعمال الشَّرِيعَة فَصَارَت هباء منثورا فَمن فضل بالمعرفة فقد أُوتِيَ حظا من الْعلم
قَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حِين عرج بِهِ إِلَى السِّدْرَة فَإِذا النُّور الْأَكْبَر قد تدلى فَالْتَفت إِلَى جِبْرَائِيل فَإِذا هُوَ ميت من الْفرق كالحلس الْملقى من خشيَة الله فَعرفت فضل علمه بِاللَّه على علمي
وَعَن أنس رَضِي الله عَنهُ قَالَ صلى بِنَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صَلَاة الصُّبْح فَصنعَ شَيْئا لم نره صنع فِي غَيره مديده ثمَّ أَخّرهَا فَقُلْنَا يَا رَسُول الله لقد صنعت فِي صَلَاتك شَيْئا لم نرك صنعت فِي غَيرهَا قَالَ إِنِّي رَأَيْت الْجنَّة فَرَأَيْت فِيهَا دالية قطوفها دانية حبها كالدباء فَأَرَدْت أَن أتناول مِنْهَا فاوحى إِلَيْهَا أَن استأخري ثمَّ رَأَيْت النَّار فِيمَا بيني وَبَيْنكُم حَتَّى رَأَيْت ظِلِّي وظلكم فأومأت إِلَيْكُم أَن استأخروا