عَن مهْدي قَالَ شهِدت عمر وَعِنْده ابْن مَسْعُود وَأَبُو مُوسَى رَضِي الله عَنْهُم فَقَالَ أَبُو مُوسَى سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول رب رجل يعْمل بِطَاعَة الله فَلَعَلَّ الْحَرْف الْوَاحِد من تسبيحه وتحميده وبره أثقل من أحد ثمَّ على قدر ذَلِك يتفاضل عمله
قَالَ ابْن مَسْعُود رَضِي الله عَنهُ إِن من الْمُؤمنِينَ من يكون عمله يَوْمًا وَاحِدًا أثقل من السَّمَوَات وَالْأَرْض
قَالَ عمر رَضِي الله عَنهُ فَكيف ذَاك قَالَ إِن الله قسم الْأَشْيَاء بَين عباده على قدر مَا أحب أَن يقسمهُ وَلما خلق الْخلق أقسم بعزته أَنه أحب خلقه إِلَيْهِ وأعزهم عَلَيْهِ وأفضلهم عِنْده وأرجح عباده أحْسنهم عقلا وَأَحْسَنهمْ من كَانَ فِي ثَلَاث خِصَال صدق الْوَرع وَصدق الْيَقِين وَصدق الْحِرْص على الْبر وَالتَّقوى فَبكى عمر رَضِي الله عَنهُ بكاء نشج مِنْهُ
وَقَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قسم الله الْعقل ثَلَاثَة أَجزَاء فَمن كَانَ فِيهِ فَهُوَ الْعَاقِل حسن الْمعرفَة بِاللَّه تَعَالَى وَحسن الطَّاعَة لله وَحسن الصَّبْر لله تَعَالَى فَحسن الْمعرفَة الثِّقَة بِاللَّه فِي كل أَمرك والتفويض إِلَيْهِ والائتمار على نَفسك وأحوالك فِي الْوُقُوف عِنْد مَشِيئَته لَك فِي كل أمره دينا وَدُنْيا وَحسن الطَّاعَة أَن تُطِيعهُ فِي كل أَمر ثمَّ لَا تلْتَفت إِلَى نوال فتتخذه عدَّة دون الله تَعَالَى
وَحسن الصَّبْر أَن تصبر فِي النوائب صبرا لَا يرى عَلَيْك أثر النائبة من الاستكانة وَأَن تتلقى حكمه بالرضاء كَمَا تتلقى مَا وَافق نَفسك فيستوي عنْدك المحبوب وَالْمَكْرُوه