للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فِي قلبه أبْصر مِنْهُ شخص النُّبُوَّة بارزا من الْحَيَاة والذكاء واليقظة والانقياد والسرعة وَالْبرَاز والسبق والسماحة وَالْكَرم وَالسعَة والجود وَالْحيَاء والسكينة وَالْوَقار والحلم وَمن الْأَفْعَال السِّوَاك والحجامة والتعطر وَالْجِمَاع وَيرى على شخص النُّبُوَّة شخص الرسَالَة فائقا من الْجلَال والبهاء والنزاهة والحلاوة والطلاوة والملاحة والمهابة وَالسُّلْطَان وأصل هَذَا كُله من الْيَقِين وَالْحب والحياة وَإِنَّمَا نَالَ الْمُؤْمِنُونَ من معرفَة مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على قدر معرفتهم بِاللَّه وعلمهم بِهِ فَمن صدق مُحَمَّدًا صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الصُّحْبَة كَانَ صدق صحبته على قدر مَعْرفَته إِيَّاه وَعلمه بِهِ وعَلى حسب ذَلِك كَانَ يترآى لبصر عينه فِي الظَّاهِر مَا عددنا من الْخلال فأوفرهم حظا من نور الله أوفرهم علما بِهِ وقدرة وجلاله وخطير مَنْزِلَته وأوفرهم علما بِهِ أسرعهم إِجَابَة لدعوته وأبذلهم نفسا ومالا

أَلا ترى أَن أَبَا بكر رَضِي الله عَنهُ لما أفشى إِلَيْهِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه مَبْعُوث صدقه على الْمَكَان وَلم يتَرَدَّد وَلم يضطرب وَقَالَ عَليّ كرم الله وَجهه حَتَّى أسأَل أبي ثمَّ رَجَعَ عَن الطَّرِيق وَصدقه وَصدقه عمر بعد مُدَّة وَبَعْدَمَا أسلم تسع وَثَلَاثُونَ نفسا فتم بِإِسْلَامِهِ عدد الْأَرْبَعين بعد دَعْوَة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَيْلَة أسلم من الْغَد (اللَّهُمَّ أعز الدّين بعمر بن الْخطاب أَو بِعَمْرو بن هِشَام) يَعْنِي أَبَا جهل فجرت الدعْوَة من عَدو الله عَمْرو إِلَى محق الله عمر

<<  <  ج: ص:  >  >>