رَضِي الله عَنهُ فسعد عمر رَضِي الله عَنهُ وشقي عَمْرو وَدلّ اسماهما على حظيهما من الله تَعَالَى وَمِقْدَار الْكَائِن من أمريهما لِأَن عمر رَضِي الله عَنهُ أول اسْمه مضموم مثقل والمضموم الَّذِي قد آواه الله وضمه إِلَى باله وَعَمْرو أول اسْمه مَفْتُوح مخفف والمفتوح هُوَ الَّذِي أهمله الله تَعَالَى وَأخرجه من باله فضمة أول اسْم عمر رَضِي الله عَنهُ دَلِيل على أَنه كَانَ مضموما إِلَى بَال الله تَعَالَى فأعز الله تَعَالَى بِهِ الْإِسْلَام عزا حَتَّى صَار بِمحل أَن جَاءَ جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام فَقَالَ يَا مُحَمَّد أَقْْرِئ عمر السَّلَام وَأخْبرهُ أَن غَضَبه عز وَرضَاهُ حكم
وفتحة أول الِاسْم فِي عَمْرو تدل على أَنه خرج من بَال الله تَعَالَى وَقد انْكَشَفَ الغطاء عَن شَأْنه فَكَانَت كنيته فِي قُرَيْش أَبَا الحكم فجرت كنيته فِي أهل الْإِسْلَام بِأبي جهل وعَلى حسب خُرُوجه من بَال الله تَعَالَى عظمت آفته على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وعَلى الْإِسْلَام حَتَّى قَتله الله تَعَالَى أذلّ قتلة وَقد أكْرم الله رَسُوله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وأبرز فضيلته وكرامته بِأَن جعل لكل نَبِي وزيرا وَجعل لمُحَمد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَرْبَعَة من الوزراء فَأَبُو بكر وَعمر رَضِي الله عَنْهُمَا وزيرا الرسَالَة وَعُثْمَان وَعلي رَضِي الله عَنْهُمَا وزيرا النُّبُوَّة ثمَّ نحلهم من الحظوظ من عِنْده فحظ أبي بكر رَضِي الله عَنهُ مِنْهُ الْعِصْمَة وَالْحيَاء وحظ عمر رَضِي الله عَنهُ الْحق وَالْوكَالَة وحظ عُثْمَان رَضِي الله عَنهُ النُّور وَالْحيَاء وحظ عَليّ رَضِي الله عَنهُ الْحُرْمَة والخلة فتفاوت أَعْمَالهم فِي صحبتهم الرَّسُول صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَيَّام الْحَيَاة وَفِي سيرتهم فِي الْأمة بعده على قدر حظوظهم فَلَمَّا أحس رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بالإرتحال إِلَى الله تَعَالَى من الدُّنْيَا وابتدئ لَهُ فِي وَجَعه وَعجز عَن الْخُرُوج إِلَى الصَّلَاة بالأمة أَمر أَبَا بكر رَضِي الله عَنهُ بِالصَّلَاةِ فاتفقت الْأمة على أَنه هُوَ الَّذِي ولي الصَّلَاة
وَكَانَ من صنع الله تَعَالَى للْأمة أَن خفف الله عَنهُ يَوْم قبض فَخرج