وَبلغ من عداوته أَنه ينْفخ عَلَيْك فَإِذا خرج مِنْك الصَّوْت هيج الضحك من الطحال فَإِن الطحال بَيته وَمِنْه يتسخط الْآدَمِيّ فِي أُمُوره وَفِيه مجمع نفاية الْبدن من كدورة الدَّم وَغَيره وَذَاكَ الضحك الَّذِي يهيج مِنْك وَمِمَّنْ سَمعه من النَّاس وَهُوَ سخرية مِنْهُ وشماتة يُرِيد أَن يعلمك أَنِّي هَهُنَا ليصغرك عِنْد نَفسك ويريك فِي باطنك مَا يستر عَنْك ليفسد منن الله تَعَالَى عَلَيْك فِي جسدك الَّذِي خلقه لَك وَقَالَ تَعَالَى {لقد خلقنَا الْإِنْسَان فِي أحسن تَقْوِيم}
فَهَذَا الْعَدو يحسدك فِي كل شَيْء ويصيبك مِنْهُ آفاته سَاعَة فساعة من همزه ونفخه ونفثه ونزغته وَلذَلِك أَمر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بالتعوذ مِنْهُ فَقَالَ تَعَالَى {وَقل رب أعوذ بك من همزات الشَّيَاطِين وَأَعُوذ بك رب أَن يحْضرُون}
وَقَالَ تَعَالَى {فاستعذ بِاللَّه من الشَّيْطَان الرَّجِيم}
وَقَالَ تَعَالَى {قل أعوذ بِرَبّ النَّاس ملك النَّاس إِلَه النَّاس من شَرّ الوسواس الخناس الَّذِي يوسوس فِي صُدُور النَّاس}
فَهَل أَمر أَن يتَعَوَّذ مِنْهُ إِلَّا من تتَابع الْآفَات وتواليها فَجعل هَذَا المَاء طهُورا من هَذِه الْآفَات الَّتِي تعتوره من هَذَا الْعَدو الَّذِي لَا يُفَارِقهُ وَذَلِكَ قَوْله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (مَا من أحد من الْآدَمِيّين إِلَّا وَله قرين من الشَّيْطَان مُوكل بِهِ) قَالُوا وَلَا أَنْت يَا رَسُول الله قَالَ وَلَا أَنا إِلَّا أَن الله تَعَالَى أعانني عَلَيْهِ فَأسلم فَلَا يَأْمُرنِي إِلَّا بِخَير
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute