للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ووسواس هَذَا الْعَدو ونزغاته وهمزاته ونفثاته تطمس وَجه الْقلب وَتذهب بحياته وَذَهَاب حَيَاة الْقلب يوهن عقد الْإِيمَان ويرخي عراه ويخمد توقده فيجد الْعَدو سَبِيلا إِلَى إهاجة النَّفس شهواتها وخدايعها وأمانيها واغترارها فَإِذا هَاجَتْ النَّفس هَاجَتْ ريَاح الْهوى فنسفت النَّفس وَالْقلب والأركان فرمته فِي آبار الْمعاصِي إِلَّا فِيمَن دخل فِي مأمن الله وحرزه ووكالته ومعاقله فَجعل الله تَعَالَى هَذَا المَاء طهُورا للْمُؤْمِنين من آفاته الظَّاهِرَة والباطنة فَأَما فِي الظَّاهِرَة فليطهر جوارحه من تِلْكَ الْأَحْدَاث الَّتِي جرت عَلَيْهَا وَفِي الْبَاطِن يرد عَلَيْهِ مَا ذهب من حَيَاة الْقلب قَالَ تَعَالَى {لنحيي بِهِ بَلْدَة مَيتا}

فالبلدة فِي الظَّاهِر هِيَ الأَرْض الَّتِي إِذا وصل إِلَيْهَا ذَلِك المَاء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج والبلدة فِي الْبَاطِن الْقُلُوب تخلص إِلَيْهَا آفَات الْعَدو فتموت عَن الله فيحييها الله بذلك الْوضُوء

قَالَ ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا فِي قَوْله تَعَالَى {اعلموا أَن الله يحيي الأَرْض بعد مَوتهَا} يلين الْقُلُوب من بعد قسوتها

وَقَوله عَلَيْهِ السَّلَام (لن يحافظ على الْوضُوء إِلَّا مُؤمن)

<<  <  ج: ص:  >  >>