دُونك هَذَا الْبَقر وَالْغنم وراعيها فَخذهَا وَهِي لَك فَانْطَلق فَأَخذهَا اللَّهُمَّ إِن كنت تعلم أَنِّي إِنَّمَا فعلت ذَلِك من مخافتك فَأَلْقِهَا عَنَّا فَألْقى الله عَنْهُم فَخَرجُوا يَمْشُونَ
وَعَن عَطاء قَالَ كَانَ رجل من بني إِسْرَائِيل لَهُ مَكَان من الْمُلُوك لَيْسَ مِنْهُم ملك يَمُوت فيخلفه ملك إِلَّا أنزلهُ مِنْهُ بِمَنْزِلَتِهِ من الْملك الأول فَبعث على بني إِسْرَائِيل ملك صَالح دَعَا النَّاس إِلَى الْحُقُوق والمظالم فارتحلت الْأَحْيَاء إِلَيْهِ حَيّ حَيّ لَيْسَ مِنْهُم أحد إِلَّا وَهُوَ ينظر فِي شَأْنه وَمن كَانَت لَهُ مظْلمَة يرد عَلَيْهِ مظلمته وَمن كَانَ لَهُ حق أنصفه من حَقه وَمن كَانَت لَهُ حَاجَة قضى لَهُ حَاجته حَتَّى ارتحل حَيّ الْفَتى وارتحل هُوَ فيهم وهم يظنون أَن الْملك سينزله مِنْهُ مَنْزِلَته من الْمُلُوك قبله
فَدخل على الْملك بعض قومه فَقضى حوائجهم ورد عَلَيْهِم مظالمهم حَتَّى دخل الْفَتى فَكَلمهُ بِمثل مَا كَانَ يكلم بِهِ الْمُلُوك قبله فيعجبهم ويقربونه فَقَالَ لَهُ الْملك أَولا تتقي الله وَتُؤَدِّي الْأَمَانَة قَالَ أَيَّة أَمَانَة فَأخذ رجل من حرسته بِيَدِهِ فَأخْرجهُ فَانْصَرف إِلَى قومه فَقَالَ لَعَلَّ بَعْضكُم سبقني عِنْد الْملك فَحَلَفُوا لَهُ فَصَدَّقَهُمْ فَانْصَرف إِلَى أَهله
فَمَاتَ ذَلِك الْملك وَبعث عَلَيْهِم ملك صَالح فَدَعَا النَّاس إِلَى مَا دعاهم إِلَيْهِ الْملك قبله فارتحل النَّاس إِلَيْهِ فارتحل الْفَتى مَعَ حيه فَلَمَّا دخل عَلَيْهِ كلمة الْفَتى بالْكلَام الَّذِي يكلم بِهِ الْمُلُوك قبله فيقربونه فَقَالَ لَهُ الْملك أَولا تتقي الله وَتُؤَدِّي حق الْأَمَانَة فَقَالَ أَيَّة أَمَانَة