فَأخذ رجل من حرسته بِيَدِهِ فَأخْرج فَانْصَرف إِلَى قومه فَقَالَ لَعَلَّ بَعْضكُم سبقني عِنْد الْملك فَحَلَفُوا لَهُ فَصَدَّقَهُمْ فانصرفوا وَانْصَرف الْفَتى إِلَى أَهله فَقَالَ لَا أَحسب هَذَا إِلَّا لما كنت أصبت مِمَّا لَا يصلح لي فَوضع يَده الْيُمْنَى على الْيُسْرَى ثمَّ قَالَ اللَّهُمَّ إِنِّي أُبَايِعك على أَن لَا أسأَل أحدا شَيْئا أبدا فَمَكثَ بذلك ثمَّ قَالَ لَا حَاجَة لي بِقرب النَّاس ومخالطتهم
فَانْطَلق إِلَى بَريَّة فتعبد فِيهَا وتخرق عَنهُ ثِيَابه وَصَارَ كَهَيئَةِ المسمار المحترق وَجعل يَأْكُل من نَبَات الأَرْض فَبينا هُوَ على ذَلِك إِذْ هُوَ بشخين بَين أَيْدِيهِمَا طَعَام يأكلانه فتعرض لَهما فَرَفعهَا رؤوسهما ونظرا إِلَيْهِ حَتَّى إِذا علما أَنه قد علم أَنَّهُمَا قد نظرا إِلَيْهِ أكبا على طعامهما ثمَّ رفعا رؤوسهما فدعواه فَأقبل فَإِذا هما يأكلان خبز شعير فَنَظَرا إِلَيْهِ ثمَّ قَالَا اجْلِسْ فَجَلَسَ ثمَّ مد يَده إِلَى كسرة فأمسكاها فنظروا إِلَيْهِ ثمَّ أكبا على طعامنا ثمَّ قَالَا كل فَكبر فأمسكا بِيَدِهِ وَقَالا لم كَبرت على كعامنا قَالَ إِنِّي كنت حَلَفت أَن لَا أسأَل أحدا شَيْئا فلولا أنكما قلتما كل لم أتناول طعامكما قَالَا أَو لَا تتقي الله وَتُؤَدِّي الْأَمَانَة قَالَ وأية أَمَانَة فوَاللَّه مَا أخرجني من النَّاس إِلَّا هَذِه الْكَلِمَة وَلَا لقِيت مَا تريان إِلَّا لَهَا قَالَا أشرف هَذَا الشّرف فَانْظُر مَا ترى وَرَاءه ثمَّ ارْجع إِلَيْنَا
فَأَشْرَف ثمَّ رَجَعَ إِلَيْهِمَا فَقَالَ رَأَيْت خَمْسمِائَة ضائنة أَو سِتّمائَة لم أر مثلهَا حسنا جَمِيعًا قَالَا أتأخذها بأمانة الله على أَن تؤدها إِلَيْنَا إِذْ نَحن سألناكها صحاحا شقّ الشعرة شطرين قَالَ نعم فدفعا إِلَيْهِ هَذَا الْغنم وانطلقا فَنمت وَبَارك الله فِيهَا فَنزل قَرْيَة من الْقرى وَبَاعَ مِنْهَا فَاشْترى مِنْهَا رعاء فَجعلت ترعى جناب الْقرْيَة وتأوي إِلَيْهَا فكثرت ونمت وَبَارك الله وَجعل لَا يَبِيع مِنْهَا فيتخذ صنفا من أَصْنَاف الْأَمْوَال إِلَّا بَارك الله فِيهَا ونما فَتزَوج النِّسَاء وَاتخذ السراري وَكثر
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute