وَإِذا قَالَ حِينَئِذٍ حسبي الله صدقه على عَرْشه وَإِذا قَالَ كفى بِاللَّه وَكيلا كَفاهُ الله وَإِذا توكل على الله هيأه لَهُ وَإِذا اتكل على كرمه وفى لَهُ بِمَا هُوَ سَأَلَهُ وَلَو كَانَ ذَلِك طي الأَرْض وَالْمَشْي فِي الْهَوَاء وَلَو سَأَلَهُ يَوْم الْقِيَامَة أمة لشفعه فيهم وَكَانَ مَسْكَنه فِي أَعلَى الْجنان يُحَقّق مَا قُلْنَاهُ قَول رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من ترك الْكَذِب وَهُوَ بَاطِل بني لَهُ فِي ربض الْجنَّة وَمن ترك المراء وَهُوَ محق بني لَهُ فِي وَسطهَا وَمن حسن خلقه بني لَهُ فِي أَعْلَاهَا
فَالَّذِي قَالَه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي حَدِيث أبي الدَّرْدَاء رَضِي الله عَنهُ إِن العَبْد ليبلغ بِحسن خلقه دَرَجَة الصَّائِم الْقَائِم وَهُوَ عندنَا دَرَجَة المعاشرة مَعَ خلقه مَعَ الائتمار بأَمْره والتناهي عَمَّا نهى عَنهُ فَهَذَا عبد نزل من حسن الْخلق دَرَجَتَيْنِ فَصَارَ كمن صَامَ نَهَاره وَقَامَ ليله فَهُوَ صابر شَاكر وَإِنَّمَا بقيت الدرجَة الْعليا فَتلك دَرَجَة المنفردين خَاصَّة الله