للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إِلَى نوافله ورقته وَتصير لتِلْك النَّوَافِل عوائد ضَرُورِيَّة فِي تَحْصِيلهَا تابعين فِي ذَلِك سنَن من قبلهم فِي آكل الطّيب ولس الانيق وركوب الفاره واستجادة الْفرش والانية إِلَى اخر الدولة على قدر حَالهم يكون حظهم مِنْهُ إِلَى أَن يبلغُوا مِنْهُ الْغَايَة الَّتِي للدولة أَن تبلغها بِحَسب قوتها وعوائد من قبلهَا سنة الله فِي خلقَة

المسالة الثَّالِثَة الدعة والسكون

وَذَلِكَ لَان الْملك لَا يحصل إِلَّا بالمطالبة وَإِذا حصلت غايتها مِنْهُ انْقَضى السَّعْي اليهما كَمَا قيل

(عجبت لسعي الدَّهْر بيني وَبَينهَا ... فَلَمَّا انْقَضى مَا بَيْننَا سكن الدَّهْر)

وَعند ذَلِك يقصرون عَن المتاعب المتكلفة فِي طلبه ويؤثرون الرَّاحَة والسكون وَالرُّجُوع إِلَى تَحْصِيل ثَمَرَات الْملك من مباني الْقُصُور واجراء الْمِيَاه واغتراس الروضات والتأنق فِي الملابس والمطاعم والانية والفرش والاستمتاع بِسَائِر احوال الدُّنْيَا ويورثون من بعدهمْ من الاجيال وَلَا يزَال تزايد فيهم إِلَى أَن يَأْذَن الله فِيهِ بأَمْره

الْمَسْأَلَة الرَّابِعَة شاراته الْخَاصَّة بِهِ لتميز السُّلْطَان بانتحالها عَن الرّعية والبطانة وَسَائِر الرؤساء لما تَقْتَضِيه الابهة والبذخ والمشتهر مِنْهَا جملَة

الشارة الأولى الالة وَهِي ضَرْبَان

الضَّرْب الأول الألوية والرايات وَمِنْهَا فَوَائِد

الْفَائِدَة الأولى إِنَّهَا من شعار الحروب مُنْذُ عهد الخليقة فَلم تزل

<<  <  ج: ص:  >  >>