للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بهَا الموحدون فِي أول دولتهم بالمغرب لما كَانُوا عَلَيْهِ من مُنَازع الدّيانَة والتورع عَن لِبَاس الْحَرِير وَالذَّهَب فاسقطوا وَظِيفَة الاقامة لَهَا وَنعم مَا فعلوا

الثانة جِهَة الْعِنَايَة بهَا فِي ابهة الْملك عِنْد اخذه بمذاهب الترف فَمن هُنَا نلخص من كَلَام ابْن خلدون مَا يَقْتَضِيهِ التَّعْرِيف بعوارض الْملك وَالْحق من وَرَائه

قَالَ كَانَ مَمْلُوك الْعَجم قبل الْإِسْلَام يجْعَلُونَ ذَلِك الطّراز بصور الْمُلُوك واشكالهم أَو غير ذَلِك فاعتاض مُلُوك الْإِسْلَام عَن ذَلِك بكتب اسمئهم مَعَ كَلِمَات تجْرِي مجْرى الفأل وعينوا فِي الدولتين إِذْ كَانَ عِنْدهم من افخم الْأَحْوَال دورا تسمى دور الطّراز وقلدوا الْقَائِم على النّظر فِيهَا خَواص الدولة وثقاة الموَالِي وعَلى ذَلِك كَانَ الْحَال فِي دولة بني امية بالأندلس والطوائف بعدهمْ وَفِي دولة العبيدين بِمصْر وَمن كَانَ على عَهدهم من مُلُوك الْعَجم بالمشرق وَلما ضَاقَ نطاق الدول عَن الترف بتعددها وَضعف استيلائها بطلت هَذِه الْوَظِيفَة وَالْولَايَة عَلَيْهَا من اكثر الدول بِالْجُمْلَةِ وَفِي آخر دولة الْمُوَحِّدين بالمغرب استدركوا مِنْهَا طرفا لم تكن بِتِلْكَ النباهة

قَالَ واما لهَذَا الْعَهْد فاردكنا مِنْهُ فِي الدولة المرينية لعنفوانها وشموخها رسما جَلِيلًا تلقوهُ من دولة بني الْأَحْمَر معاصريهم بالأندلس وَاتبع هُوَ فِي ذَلِك دوَل الطوائف فاتى مِنْهُ بلمحة شاهدة بالأثر

<<  <  ج: ص:  >  >>