الْمَسْأَلَة الثَّامِنَة
الْأَحْكَام الَّتِي أَشَارَ اليها هِيَ الِاطِّلَاع والترقب والتلقي وَالْحِفْظ والاملاء والكتب والاتساخ والتعاقب والمقابلة وَالْعرض وَالدُّعَاء والاداء والروية وَالْوَزْن وَالْجَزَاء
فَالْأول وَهُوَ الِاطِّلَاع أَنْوَاع أَحدهَا اطلَاع الله تَعَالَى {ونعلم مَا توسوس بِهِ نَفسه} {ألم يعلم بِأَن الله يرى}
(إِذا مَا خلوت الدَّهْر يَوْمًا فَلَا تقل خلوت وَلَكِن قل على رَقِيب ... وَلَا تحسبن الله يغْفل سَاعَة وَلَا أَن مَا يخفى عَلَيْهِ يغيب)
الثَّانِي اطلَاع الْحفظَة الْكِرَام وان عَلَيْكُم لحافظين كراما كاتبين يعلمُونَ مَا تَفْعَلُونَ
قلت وَفِي الحَدِيث أَن لسَانك قلمهم وَرِيقك مدادهم وَمَا ينطوي الْقلب عَلَيْهِ قَلِيل يطلعون عَلَيْهِ وَذَلِكَ بعلامة يَجْعَلهَا الله لَهُم وَقيل يبْقى عَنْهُم مغيبا
الثَّالِث اطلَاع جَمِيع الْمَلَائِكَة لما ورد أَن الْعَرْش مرآتهم الَّتِي يرَوْنَ فِيهَا جَمِيع الْوُجُود كالادميين واحوالهم ليشهدوا لَهُم وَعَلَيْهِم فِي الاخرة
وَالثَّانِي هُوَ الترقب من الْحفظَة {مَا يلفظ من قَول إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيب عتيد} أَي حَاضر فَهُوَ بِمَعْنى الْمُلَازمَة قَالَ الاستاذ أَبُو سعيد وَفِي هَذَا يُفَارق الِاطِّلَاع يُرِيد الْمُتَقَدّم الذّكر قَالَ إِذْ الْمُلَازمَة أَمر زَائِد على الْعلم
قلت وَكتب الشَّيْخ أَبُو اسحاق الشاطبي على هَذَا الْموضع وَمن خطه نقلت وَتَأمل اطلَاع ابليس وقبيله على احوال العَبْد {إِنَّه يراكم هُوَ وقبيله من حَيْثُ لَا ترونهم}
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute