وقال ابن عبّاد: فَفَسَ فلان فُلاناً: جَذَبَه بِشَعْرِهِ سِفْلاً.
وفَقَسْتُه عن أمْرِ كذا: أي وَقَمْتُه.
وفَقَسَه: قَتَلَه.
وهما يَتَفاقَسَانِ بِشُعُورِهما. وهذه الكلمات الأربع الصَّواب فيهِنَّ تقديم القاف على الفاء، وقد رواها الأزهريّ على الصِّحَّة.
وحَكى عن اللِّحْيَاني: وانْفَقَسَ الفَخُّ على الطائِر: أي انْقَلَبَ عليه.
[فقعس]
فَقْعَسَ: أبو حَيٍّ من أسَد، وهو فَقْعَس بن طَريف بن عمرو بن قُعَيْن بن الحارث بن ثَعْلَبَة بن دُودَان بن أسد، قال حُرَيث بن عَنّاب النَّبْهَانيّ:
تعالَوا أُفاخِرْكُم أأعْيا وفَقْعَسٌ ... إلى المَجْدِ أدْنى أمْ عَشيرَةُ حاتِمِ
قال الأزهري: ولا أعرف اشْتِقاقَه، وأعْيا: هو أخو فَقْعَسٍ. قال الصَّغاني مؤلف هذا الكتاب: فَقْعَسٌ عَلَمٌ مُرْتَجَلٌ قِياسِيُّ.
[فلحس]
الفَلْحَس: الحريص، عن أبي عُبَيْدَة.
والفَلْحَس: الكَلْبُ، سُمِّيَ بذلك لحِرصِه. وفي المَثَل: أسألُ من فَلْحَسٍ، وأعظَمُ في نَفْسِهِ من فَلْحَسٍ، وهو رجل من بَني شَيْبان كانَ سيِّداً عزيزاً يسألُ سَهْماً في الجيش وهو في بيتِه فَيُعطى لِعِزِّه، فإذا أُعْطِيَه سألَ لامْرأتِه، فإذا أُعْطِيَه سألَ لناقتِهِ أو لِبَعيرِه. وقال الجاحِظ: كانَ لفَلْحَسٍ ابنٌ يقال له زاهِر، مَرَّ به غَزِيٌّ من بني شَيْبان فاعْتَرَضَهُم وقال: إلى أين؟ قالوا: نُريدُ غَزوَ بني فُلان، قال: فاجْعَلوا لي سَهماً في الجيش، قالوا: قد فَعَلْنا، قال: ولامْرأتي، قالوا: لكَ ذلك، قال: ولِناقَتي، قالوا: أمّا ناقَتُكَ فَلا، قال: فإنّي جارٌ لكُلِّ مَن طَلَعَت عليه الشمس ومانِعُكُم منهم، فرَجَعوا خائِبين ولم يَغزوا عامَهُم ذلك. وقال أبو عُبَيد: الفَلْحَس في المَثَل: الذي يَتَحَيَّن طعام الناس، كما يُقال: جاءَ يَتَطَفّل. وفي ابنِ فَلْحَسٍ قيل: العصا من العُصَيَّةِ، أي لا يكون ابنُ فَلْحَسٍ إلاّ مِثْلَه.
وقال الليث: الفَلْحَس: الحريص.
وقال ابن الأعرابي: الفَلْحَس: الدُّبُّ المُسِنُّ.
وقال الفرّاء: الفَلْحَسَة: المرأة الرَّسْحَاءُ الصَّغيرَة العَجِيْزَة.
والفِلْحاس: القبيح السَمِج.
ويقال: جاءَ يَتَفَلْحَس: أي يَتَطَفَّل.
[فلس]
الفَلْسُ: يُجْمَع في القِلَّةِ على أفْلُسٍ؛ وفي الكَثْرَة على فُلُوس.
وفُلُوسُ السمك: ما على ظهرِهِ شبيهٌ بالفُلٌوس.
والفَلاّس: بائع الفَلْس.
والفَلْس - أيضاً -: خاتَم الجِزْيَة في الحَلْق.
وقال ابن دريد: الفِلْس - بالكسر -: صَنَمٌ كانَ لِطَيِّئٍ في الجاهِلِيَّة، فَبَعَثَ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلّم - عَلِيَّ بن أبي طالِب - رضي الله عنه - حتّى هَدَمَه وأخَذَ السّيفَينِ الذين كان الحارِث بن أبي شَمِرٍ أهداهما إليه، وهُما مِخْذَمٌ ورَسُوبٌ اللَّذان ذَكَرَهُما عَلْقَمَة بن عَبَدَة في قصيدَتِهِ:
مُظاهِرُ سِرْبالَيْ حَدِيْدٍ عليهما ... عَقِيْلا سُيُوْفٍ مِخْذَمٌ ورَسُوْبُ
وزاد ابن الكَلْبيّ: فَتَقَلَّدَ النبيّ - صلى الله عليه وسلّم - أحَدَهُما، ثمَّ دَفَعَ إلى عَلِيّ - رضي الله عنه - سَيْفَه الذي كان يَتَقَلَّدُه.
والفَلَس - بالتحريك -: من قولِهِم في حُبِّها فَلَسَ: أي لا نَيْلَ مَعَه؛ قالَه أبو عمرو، قال المُعَطَّل الهُذَليّ؛ ويروى لأبي قلابَة أيضاً:
يا حُبَّ ما حُبُّ القَتُوْلِ وحُبُّها ... فَلَسٌ فلا يُنْصِبْكَ حُبٌّ مُفْلِسُ
أي ليسَ في يديك منه شيء، من أفلَسَ الرجل: إذا لم يَبْقَ له مالٌ كأنَّما صارَت دراهِمُه فلوساً وزُيُوفاً، كما يقال: أخْبَثَ الرَّجُلُ إذا صارَ أصحابُه خُبَثاء، وأقْطَفَ إذا صارَت دابَّتُهُ قَطُوْفاً. ويجوز أن يُراد به أنَّه صار إلى حالٍ يقال فيها: ليس مَعَهُ فَلْسٌ، كما يقال أقْهَرَ الرَّجُل: إذا صارَ إلى حالٍ يُقْهَرُ عليها، وأذَلَّ: إذا صارَ على حالٍ يُذَلُّ فيها.
وأفْلَسْتُ فلاناً: إذا طَلَبْتَه فأخْطأتَ مَوْضِعَه، فذلك الفَلَسُ، ومعنى البيت: أنَّه لا يكون في يَدَيْكَ منها إلاّ ما في يَدَيِ المُفْلِسِ.
ومَفالِيْس: بلدة باليَمَن. قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: قد وَرَدْتُها.