للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال: ويُقال نَخَسَ بَنو فلان بفلانٍ: إذا طَرَدُوْهُ.

ونَخَسُوا به بَعِيْرَه، وأنْشَدَ:

النّاخِسِيْنَ بِمَرْوانَ بذي خُشُبٍ ... والدَّاخِلِيْنَ على عُثْمانَ في الدّارِ

والناخِسُ: ضاغِطٌ يُصِيْبُ البَعيرَ في إبْطِه. ويقال: بَعيرٌ به ناخِسٌ: إذا احْتَكَّ إبْطُه بِزَوْرِه. والنّاخِسُ والضّاغِطُ قَرِيْبٌ بعضهُ من بَعْضٍ.

والنّاخِسُ في البَعيرِ - أيْضاً -: جَرَبٌ يكون عِنْدَ ذَنَبِه، والبعير مَنْخُوْسٌ.

ودائرَة النّاخِسِ: التي تكون تَحْتَ جاعِرَتَيِ الفَرَسِ إلى الفائلَيْنِ، وتُكْرَهُ.

وقال أبو زَيْد: وَعِلٌ ناخِسٌ: إذا امْتَلأَ شَباباً. وهو وَعِلٌ ثُمَّ ناخِسٌ: إذا نَخَسَ قَرْناه ذَنَبَه من طُولهما، وقيل: هوَ النَّخُوْسُ، وإنَّما يكونُ ذلك في الذُّكُورِ، قال:

يا رُبَّ شاةٍ فاردٍ نَخُوْسِ

والنَّخِيْسُ: البَكْرَة التي يَتَّسِعُ ثَقْبُها الذي يَجْري فيه المِحْوَر مِمّا يَأْكُلُه المِحْوَر؛ فَيَعْمَدونَ إلى خُشَيْبَةٍ فَيَثْقُبُونَ وَسَطَها؛ ثُمَّ يُلْقِمونَها ذلك الثَّقْبَ المُتَّسِعَ. ويقال لِتِلْكَ الخُشَيْبَة: النِّخَاسُ - والنِّخَاسَةُ عن الليث - بكسر النون، والبَكرة نَخِيْس، قال:

دُرْنا ودارَت بَكْرَةٌ نَخِيْسُ ... لا ضَيْقَةَ المَجْرى ولا مَرُوْسُ

وقال بعضهم: سأَلْتُ أعْرابيّاً من بَني تَمِيْمٍ بِنَجْدٍ وهو يَسْتَقي وبَكْرَتُه نَخِيْس، فَوَضَعْتُ إصْبَعي على النِّخَاسِ فَقُلْتُ: ما هذا؟ - وأرَدْتُ أنْ أتَعَرَّفَ منه الحاءَ والخاءَ -، فقال: نِخَاسٌ بخاءٍ مُعْجَمَة، فَقُلْتُ: ألَيْسَ قد قال الشاعِرُ:

وبَكْرَةٍ نِحَاسُها نُحَاسُ

فقال: ما سَمِعْنا بهذا في آبائنا الأوَّلِيْنَ. تقول منه: نَخَسْتُ البَكْرَةَ أنْخَسُها نَخْساً.

وقال أبو زيد: النَّخِيْسَةُ: لَبَنُ العَنْزِ والنَّعْجَةِ يُخْلَطُ بَيْنَهُما. وقال الليث: النَّخِيْسَة: الزُّبْدَة. وقال أبو عُمَر: النَّخِيْسَة: اللَّبَن الحامِضْ يُصَبُّ على اللَّبَنِ الحُلْو.

والنَّخِيْس: موضِع البِطانِ.

ونُخِسَ لَحْمُ الرّجُل: إذا قَلّ.

ويقال لابنِ زِنْيَة: ابنُ نُخْسَة، قال الشّمّاخ:

أنا الجِحَاشيّ شَمّاخٌ ولَيْسَ أبي ... بِنَخْسَةٍ لِدَعِيٍّ غَيرِ موجودِ

وقال أبو سعيد: رأيْتُ غُدْراناً تَنَاخَسُ: وهو أن يُفْرِغَ بَعضُها في بَعْضٍ، كتَناخُسِ الغَنَمِ إذا أصابَها البَرْدُ فاسْتَدْفَأَ بَعْضُها بِبَعْضٍ. وفي حديثٍ: أنَّ قادِماً قَدِمَ عَلَيْهِ فَسَأَلَه عن خِصْبِ البِلادِ، فَحَدَّثَه: أنَّ سَحابَةً وَقَعَتْ فاخْضَرَّتْ لها الأرضُ؛ وفيها غُدُرٌ تَنَاخَسُ. قال شَمِر: أي يَصُبُّ بعضُها في بَعْضٍ، وقال غيره: كأنَّ الواحِدَ يَنْخَسُ الآخَرَ أي يَدْفَعُه.

والتركيب يدل على نَزْكِ شَيْءٍ بِشَيْءٍ، وقد شَذَّتْ النَّخِيْسَةُ عن هذا التركيب.

[ندس]

النَّدْس: الطَعْن، يقال: نَدَسَه يَنْدُسُه - بالضم -: إذا طَعَنَه، ومنه حديث أبي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه -: أنَّه دَخَلَ المَسْجِدَ وهوَ يَنْدُسُ الأرضَ برِجْلِه. قال الكُمَيْت:

ونَحْنُ صَبَحْنا أهْلَ نَجْرانَ غارَةً ... تَمِيْمَ بن مُرٍّ والرِّماحَ النَّوادِسا

وقال جَرير:

نَدَسْنا أبا مَنْدُوْسَةَ القَيْنَ بالقَنا ... ومارَ دَمٌ من جارِ بَيْبَةَ ناقِعُ

وقال ابن الأعرابيّ: المَنْدُوْسَةُ: الخُنْفَسَاءُ.

والنّدوس: الناقة التي تَرضَى بأدنى مَرْتَع.

ونَدَسْتُ به الأرْضَ: إذا ضَرَبْتَهُ بها.

ونَدَسْتُ الشَّيْءَ عن الطَريق: نَحَّيْتُه.

وقال الفرّاء: رَجْلٌ نَدْسٌ - بالفتح - ونَدِسٌ ونَدُسٌ - مثال حَذِرٍ وحَذُرٍ -: أي فَهِمٍ.

وقال الليث: النَّدُسُ: السَّريع الاسْتِماع للصَّوْت الخَفِيِّ. قال ذو الرُّمَّة يصف ثوراً:

وقد تَوَجَّسَ رِكْزاً مُقْفِرٌ نَدسٌ ... بنَبْأةِ الصَّوْتِ ما في سَمْعِهِ كَذِبٌ

ونَدَسْتُ عليه ظَنّي أنْدُسُه: وهو أن تَظُنَّ الظَّنَّ لم تَحُقَّه.

والمِنْداس: المرأة الخفيفة.

ونَدِسَ الرَجُلُ - بالكسر - يَنْدَسُ نَدَساً - بالتحريك -: أي صارَ نَدساً.

والمُنادَسَة: المُطاعَنَة.

والمُنادَسَة: المُنابَزَة.

<<  <  ج: ص:  >  >>