للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال: والفَسْطُ: فِعْلٌ مماتٌ، ومنه اشتقاقُ الفَسِيْطِ.

والفُسطاطُ: من الأبنيةِ؛ وهو السرادقُ، وفيه سِتُ لُغاتٍ: فُسْطَاطٌ وفُسْطتَاطٌ وفُساطٌ وكسرُ الفاءِ فيهن، قال العجاجُ يصفُ ثوراً:

حتى جلا أعجازَ ليلٍ غاطِ ... عنه لَياحُ اللونِ كالفُسطاطِ

من البياض مُد بالمِقاطِ وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: أنه أتى على رجلٍ قد قُطعتْ يدهُ في سرقةٍ وهو في فُسْطاطٍ فقال: من آوى هذا المُصابَ؟ فقالوا: فاتكٌ أو خُريمُ بن فاتكٍ: فقال: اللهم بارك على آلِ فاتكٍ كما آوى هذا المُصابَ.

وقال الليثُ: الفُسطاطُ: مُجتمعُ أهلِ الكورةِ، وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: عليكم بالجماعةِ فإن يد الله على الفُسطاطِ. يريدُ المدينةَ التي فيها مجتمعُ الناس، وكل مدينةٍ فُسطاطٌ، والمعنى: أن الجماعةَ من أهلِ الإسلام في كنفِ الله، وواقيتهُ فوقهم، فأقيموا بين ظهرانيهم ولا تُفارقوهم. وهذا كحديثه الآخرِ: إن الله لم يرض بالوحدانية وما كان الله ليجمعَ أمتي على ضلالةٍ؛ بل يدُ الله عليهم، فمن تخلفّ عن صلاتناِ وطعنَ على أئمتناِ فقد خلعَ ربْقةَ الإسلام من عنقهِ، شرارُ أمتيَ بحجتّهِ.

وسمى عمرو بن العاص - رضي الله عنه - المدينةَ التي بّناها: الفسطاط.

وعن بعض ِ بني تميمِ: قال: قرأتُ في كتابِ رجلِ من قريشِ: هذا ما اشترَى فلانُ بن فلانِ من عجلانَ موْلى زيادِ: اشترىَ منه خمسمائةِ جريبٍْ حيالَ الفسْطاطِ، يريدُ البصرةَ.

ومنه حديثُ الشعْبي: في العبدْ الآبقِ إذا أخذَ في الفسطُاط ففيه عشرةُ دارهمَ وإذا أخذَ خارجاً من الفسطاط ففيه أربعون.

وقال رؤبة:

لو أحْلبتْ حلائبُ الفسْطاطِ ... عليه ألْقاهنّ بالبلاطِ

أي: حلائبُ المصْر.

؟؟

[فشط]

ابن عبادٍ: انْفشطَ العودُ: أي انْفَضَخَ؛ ولا يكون إلاّ رَطباً.

؟؟

[فطط]

ابن الأعْرابيّ: الأفطّ: الأفْطَس.

وقال ابن عبادٍ: الفَطوْطي - مثالُ خَجوَجي -: الرّجلُ الأفزرُ الظهرِ.

والفطافطِ: الأصوَاتُ عند الرّهْزِ والجماع.

والفَطْفطةُ: السّلْحُ.

وقال ابن الأعرابيّ: فَطفطَ: إذا لم يفهمْ كلامهُ.

؟؟

[فلسط]

فلسْطين - ويقال: فلْسْطوْن -: بلْدةّ من كورِ الشامِ. والعربُ في إعرابها على مذَهبينَ: منهم من يقول فلَسْطين ويجْعلها بمنزلةِ ما لا ينصرفُ ويلزمها الياءَ في كل حالِ فيقول: هذه فلسْطين ورأيتُ فلسْطينَ ومررتُ بفلسطين، ومنهم من يجعلها بمنزلة الجمع ويجعلُ إعرابها في الحرف الذي قبل النونْ فيقول: هذه فلسطون ورأيتُ فلسطينِ ومررتُ بفلسطين، والنون في كل ذلك مفتوحة. وهي كلمة روْميةّ، قال عديّ بن زيد بن مالك بن عدي بن الرّقاع:

فكأنَّي من ذِكْرِهمْ خالَطتْني ... من فلَسْطين جلْسُى خمْرٍ عقاَرُ

عنّقتْ في القلالِ من بيتِ رأسٍ ... سَنواتٍ وما سبَتهاْ التجَارُ

والنّسْبةُ إليها: فلسْطي، قال الأعْش:

متى تُسقَ من أنْيابها بعد هجعةٍ ... من اللْيلِ شرْباً حين ماَلتْ طلاتهاُ

تخَلْه فلسْطياً إذا ذَقتَ طعْمه ... على ربذَاتِ النيّ حُمْشٍ لثاتهاُ

وروى أبو عبيدة: " تقلهُ فلسْطياً "، ويرْوى: " على نيراتِ الظلْمِ ".

وقال إبراهيم بن عليّ بن محمد بن سلمةّ بن عامرِ بن هرْمةَ:

كأس فلسْطيةّ معتقةُ ... شجّتْ بماءٍ من مزنةِ البلِ

؟؟

[فلط]

فَلَطَ الرجل عن سيفه: دهش عنه.

والفَلَطُ - بالتحريك -: الفُجاءَةُ، قال: ومنهل على غِشَاشٍ وفَلَطْ.

شَربت منه بين كُرهٍ وثَغَطْ والأفْلَطُ: الأحرى.

وأفْلَطَني الرجل: مثل أفلتني، وقال الخليل: أفْلَطَني: لغة تميمية قبيحة في أفلتني.

وأفلَطَه أمر: أي فاجأهُ، قال المنتخل الهذلي يصف امرأة حمقاء:

أفْلَطَها اللَّيلُ بِعِيْرٍ فَتَسْ ... عى ثَوْبهُا مُجْتَنِبُ المَعْدَلِ

ويروى: " بعيراً "، ويروى: " مُخْتَلِفُ المَعْدَلِ ": أي فاجأها الليل بعير تحمل بعض ما تحب، أي بشرت بمجيء العِيْرِ فخرجت تسعى من الفرح فتعلق ثوبها بشجرة في ناحية الطريق فانشق. وقال الجمحي: أفْلَطَها: أفْلَتَها، أي أضل لها الليل بعيراً فهي تسعى في طلبه.

<<  <  ج: ص:  >  >>