قال تعالى:{فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلا نَاصِرٍ}[الطارق:١٠] من هو الذي (ما له من قوة ولا ناصر) الإنسان، ليس له قوة في نفسه فيدافع عن نفسه، ولا ناصر يدافع عنه، ولكن إذا كان مؤمناً وجد النصرة من الله عز وجل:{إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ * يَوْمَ لا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ}[غافر:٥١-٥٢] .
{يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ * فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلا نَاصِرٍ * وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ * وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ * إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ}[الطارق:٩-١٣] السماء ما علا، هنا لا شك أنها ليست السماء المحفوظة، والسماء ما علا؛ لأن الرجع هو المطر، والذي يأتي منه المطر السحاب؛ والسحاب ليس في السماء المحفوظ بل هو ما علا:{وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ * وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ}[الطارق:١١-١٢] الصدع: التشقق، إذا نزل المطر على الأرض نبت الحب في جوف الأرض، ثم ينتفخ وحينئذٍ تتصدع الأرض، فأقسم الله تعالى بالمطر الذي به حياة الأرض، وبالأرض التي قبلت هذا المطر وأنبتت، على ماذا؟ {إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ} أي: القرآن؛ لأن بالمطر حياة الأرض، وبالقرآن حياة القلوب كما قال تعالى:{إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ * لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيّاً وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ}[يس:٦٩-٧٠] فالقرآن تحيا به القلوب، وهو قولٌ فصل أي: يفصل بين الأمور.