أنت إذا لاقيت واحداً تسلم عليه أو لا تسلم عليه؟ تسلم عليه، العجب أنك الآن تسلم على بعض الناس خارجاً في المسجد أو داخلاً فيه ويستنكر يلتفت: ما هذا؟ كأنه لا يشاع السلام بين المسلمين أليس كذلك؟ ألم تدركوا هذا يا إخواني؟ أنا أدركته، إذا سلمت استنكروا: ما هذا؟ لماذا سلم؟ كأنه ليس ببلاد المسلمين، مع أن السلام له فضائل عظيمة: منها: أنه سببٌ لدخول الجنة، ودليل ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم:(والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا) لا يوجد إيمان كامل إلا إذا تحاب المؤمنون وأحب بعضهم بعضاً؛ لأنه بدون المحبة لا يمكن أن تجتمع القلوب، ولا أن تتساوى الأفعال، لابد من المحبة، حتى لو حصل بينك وبين أخيك المؤمن سوء تفاهم فحاول أن تزيل أثر سوء التفاهم هذا حتى تعيد المحبة التي بينك وبين أخيك، وانظر الآن الفرق بين شخصٍ تسلم عليه فتجده مكفهراً طول الوقت، وربما يعرض عنك، ورجل تسلم عليه فينطلق وجهه سروراً ويضيء من السرور، تجد قلبك ينفتح له:(ألا أخبركم بشيء إذا فعلتموه تحاببتم: أفشوا السلام بينكم) أفشوا بمعنى: انشروا ووسعوا السلام بينكم.