يقول صلى الله عليه وسلم:(من راح في الساعة الأولى فكأنما قرب بدنة، ومن راح في الثانية فكأنما قرب بقرة.
الحديث) فما هي الساعة وكيف تقدر؟
الجواب
قال الله تعالى:{ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا -وهم هذه الأمة- فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ}[فاطر:٣٢] فضل الله يؤتيه من يشاء، فالذي يتأخر بعد الأذان آثم ظالمٌ لنفسه، والذي يأتي مع الأذان هذا مقتصد، والذي يأتي من قبل سابق بالخيرات، وقد بدأنا الآن:(من راح في الساعة الأولى فكأنما قرب بدنة، وفي الثانية بقرة، وفي الثالثة كبشاً أقرن -ما فضل الكبش الأقرن؟ لأنه دليل على قوته- ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قرب دجاجة، ومن راح في الساعة الخامسة بيضة) ولكن ما هي الساعات التي أشار إليها الرسول عليه الصلاة والسلام هل هي ساعاتنا هذه يعني: ستين دقيقة؟ أم ماذا؟ هي هذه الساعات، وهل تقدر الساعة الأولى بأنها طويلة أو قصيرة؟ الإمام يقدم الساعة السادسة حسب الترتيب في الحديث، لكن هذه الساعات الخمس السابقة على قدوم الإمام بماذا نقدرها؟ هل تجعل الأولى قصيرة من أجل أن يبادر الناس بالحضور، أو تجعل الساعات سواء؟ اختلف العلماء في هذه الساعة، منهم من قال: تبدأ بعد شروق الشمس، ومنهم من قال: بعد صلاة الفجر ويقسمون خمس ساعات على هذه، ما بين شروق الشمس إلى الأذان.
ولكن هل تختلف طولاً وقصراً في الشتاء والصيف؟ وهل تختلف في الطول باختلاف الصيف وباختلاف الفصول؟ تختلف باختلاف الفصول، ففترة الشتاء بين الشروق والأذان قصيرة، وفي الصيف طويلة.
ولا شك أن الذي يتأخر إلى مجيء الإمام قد حرم نفسه خيراً كثيراً لاسيما إذا لم يكن له شغل، وهنا أيضاً مشكلة: تجد بعض الناس يأتي ويتقدم لكن لا يشتغل بالعبادة، يأتي إليه أخوه أو صاحبه ثم يتكلمان، وربما يتكلمان في أعراض الناس والعياذ بالله في بيتٍ من بيوت الله، وهذا خطأ، إذا أتيت فصل وإذا مللت فاقرأ وإذا مللت سبح وهلل وكبر.