يا شيخ! لقد كثرت الصحون الهوائية وما يسمى بالدشوش وذلك في مدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم، فهل من توجيه لأمثال هؤلاء؟
الجواب
والله أنا أوجه للذين في المدينة النبوية أو في مكة المعظمة، أو في أي بلدٍ من بلاد المسلمين، أوجه النصيحة التي أسأل الله تعالى أن ينفع بها، إلى هؤلاء الذين ابتلوا بالدشوش: بأن هذه الدشوش مفسدة للأخلاق، ومدمرة للعقائد، وتعويد للناس على الشر والفساد، وإذا أردت أن تعرف ذلك، فمن أين مصدرها؟ من أولياء المؤمنين أم إنها من أعداء المؤمنين؟ من أعداء المؤمنين، وهل تظن أن عدوك يرسل إليك شيئاً ينفعك في دينك ودنياك؟ أبداً.
ولهذا أرى أن اقتناءها حرام، وأن الإنسان الذي يقتنيها سوف يبوء بإثمها بعد مماته؛ لأن الرجل هل يدري متى سيموت؟ لا.
إذاً من سيستعملها؟ ذريته وأهله، كل لحظة ينظرون إلى هذا الشيء المحرم فعليه إثمها؛ لأنه هو السبب، فانظر لعداوة الإنسان لنفسه، يُكَوِّنُ شيئاً يأثم به بعد موته والعياذ بالله، وسيتمنى أنه لم يفعل ذلك، لكن:{وَأَنَّى لَهُمُ التَّنَاوُشُ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ}[سبأ:٥٢] فأرى أن من عنده شيءٌ من ذلك أن يكسرها وجوباً، ولا يبعها أيضاً؛ لأنه إذا باعها سيبيعها على من يستعملونها في الحرام، فيكون ذلك داخلاً في قول الله تعالى:{وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}[المائدة:٢] هذه نصيحتي.
ومن أراد أن يعرف مدى ضررها فلينظر إلى الصبيان كيف تلقوا منها، وماذا تلقوا منها؟ كل شر، وكل بلاء.
أكرر نصيحتي في هذا المسجد المبارك لإخواننا الذين ابتلوا بها: أن يتوبوا إلى الله، وأن يكسروها، وليعلموا أنهم إذا فعلوا ذلك لله فسيجدون لذة في قلوبهم من الإيمان بالله عز وجل وطاعته.