للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[حكم من رمى الجمرة ولم تسقط الحصى في الحوض أو شك في سقوطها]

السؤال

شخص رمى الجمرة الأولى في الحج وكان الزحام شديداً فلم تسقط في الحوض، فهل يعيد الرمي الآن؟

الجواب

أما الآن فلا، وإذا رمى الإنسان الجمرة فله خمس حالات وأرجو الانتباه: الحالة الأولى: أن يعلم سقوطها في الحوض.

الحالة الثانية: أن يعلم أنها لم تسقط في الحوض.

الحالة الثالثة: أن يغلب على ظنه أنها سقطت في الحوض.

الحالة الرابعة: أن يغلب على ظنه أنها لم تسقط في الحوض.

الحالة الخامسة: أن يتردد، فلا يستطيع الترجيح.

هذه خمس حالات ولا تخرج الحالة عن هذه الخمس: فإذا علم أنها لم تسقط في الحوض فعليه أن يعيدها.

وإذا علم أنها سقطت في الحوض فقد أجزأت، هل يمكن أن يعلم أنها سقطت في الحوض؟ نعم يمكن، يمشي حتى يقف على الحوض فيتيقن ما في الحوض.

ومن رمى الجمرات وغلب على ظنه أنها لم تسقط في الحوض، يعيدها.

وإذا: غلب على ظنه أنها سقطت في الحوض، تجزئه.

أما إذا تردد، يعني: لم يترجح عنده أنها سقطت في الحوض أو خارج الحوض، يعيدها؛ لأن الأصل عدم سقوطها في الحوض، فصار يعيدها في أحوالٍ ثلاث: إذا علم أنها لم تسقط في الحوض، وإذا غلب على ظنه أنها لم تسقط، وإذا تردد.

ولا يعيد في حالتين: إذا علم أنها سقطت في الحوض، وإذا غلب على ظنه أنها سقطت في الحوض.

ونقول لهذا الأخ: إذا كان يغلب على ظنك وأنت واقف في المرمى أنها سقطت في الحوض فقد أجزأت، ولكن لو طرأ عليك الشك بعد مفارقة المكان فلا عبرة بذلك، أحياناً الإنسان يرمي الجمرات من بعد وحين وقوعها في المرمى يغلب على ظنه أنها وقعت فيه، لكن بعد أن يفارق المكان يأتيه الشيطان يقول: ما سقطت في الحوض فلا تجزئك، ثم يبقى معالجاً لنفسه فهنا نقول: لا يضرك الشك، الشك بعد فراغ العبادة لا يؤثر، وهذه قاعدة مهمة جداً، الشك بعد فراغ العبادة لا يؤثر في العبادة، بعض الناس إذا انتهى من الصلاة وسلم جاءه الشيطان: ما قرأت الفاتحة، ما سجدت إلا مرة، يُطرح الشكُ هنا؛ لأن الشك بعد فراغ العبادة لا أثر له، وفي ذلك بيت يقول فيه الناظم:

والشك بعد الفعل لا يؤثر وهكذا إذا الشكوك تكثر

وكثير من الناس كثير الشكوك؛ لا يكاد يفعل عبادة إلا شك، هذا أيضاً يطرح الشك، ولا يلتفت إليه لأن هذا هو وسواس.

<<  <  ج: ص:  >  >>