[تفسير قوله تعالى:(وترى الملائكة حافين من حول العرش)]
قال الله تعالى:{وَتَرَى الْمَلائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ}[الزمر:٧٥](ترى) الخطاب لمن؟ ذكرنا فيما سبق أن الخطاب الموجه للرسول ينقسم إلى ثلاثة أقسام، من أي الأقسام هذا؟ من القسم الذي ليس فيه ما يدل على أنه خاص به، أو على أنه عام، وذكرنا الخلاف فيه، وأن الخلاف في ذلك يكاد يكون لفظياً.
{وَتَرَى الْمَلائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ} يعني بذلك عرش الرحمن جل وعلا، ذلاً لله عز وجل وتعظيماً له.
{يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ} يعني: ينزهون الله عن كل ما لا يليق به، وسبق لنا أن التنزيه يكون في أمورٍ ثلاثة.
{وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ} أي: قضي بين الخلائق، وانتهى كل شيء، أهل النار في النار -والعياذ بالله- خالدون مخلدون، وأهل الجنة في الجنة خالدين مخلدين.
اللهم إنا نسألك في هذا الوقت المبارك ونحن في انتظار فريضة من فرائضك أن تجعلنا من الخالدين في جنات النعيم.
{وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}(قيل) من الذي يقول؟ كلٌ يقول: الحمد لله رب العالمين، أهل الجنة والملائكة وكل أحد:(وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) وانظر كيف جاء الحمد في ابتداء الخلق وفي انتهاء الخلق، ففي ابتداء الخلق قال الله تعالى:{الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ}[الأنعام:١] .
وفي النهاية عند دخول أهل الجنة الجنة وأهل النار النار قال:{وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} ووالله إن الحمد لله أولاً وآخراً، وهو ذو الثناء والمجد، ولا نحصي ثناءً عليه سبحانه، هو كما أثنى على نفسه.
وإلى هنا انتهى ما يسر الله تعالى من الكلام على هذه الآيات الكريمة، ونبدأ الآن بالأسئلة.