للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عَن الالتذاذ بالشهوات، وَمِثَال الثَّانِي مَا قَالَ الصّديق. وَغَيره من أجلاء الصَّحَابَة: الطَّبِيب أَمر ضنى، وَمِثَال الثَّالِث رُؤْيَة الْأَنْصَار ضلة فِيهَا أَمْثَال المصابيح، وَمَا رُوِيَ أَنه خرج رجلَانِ من أَصْحَاب النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من عِنْد النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي لَيْلَة مظْلمَة ومعهما مثل المصباحين بَين أَيْدِيهِمَا، فَلَمَّا افْتَرقَا صَار مَعَ كل وَاحِد مِنْهُمَا وَاحِد حَتَّى أَتَى أَهله، وَمَا روى فِي الحَدِيث أَن النَّجَاشِيّ كَانَ يرى عِنْد قَبره نور

وَمِثَال الرَّابِع قَول حَنْظَلَة الأسيدي لرَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: تذكرنا بالنَّار وَالْجنَّة، عَن حَنْظَلَة الرّبيع الأسيدي قَالَ: لَقِيَنِي أَبُو بكر، فَقَالَ:

كَيفَ أَنْت يَا حَنْظَلَة؟ قلت: نَافق حَنْظَلَة قَالَ: سُبْحَانَ الله مَا تَقول؟ ! قلت: نَكُون عِنْد رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ويذكرنا بِالْجنَّةِ وَالنَّار كَانَا رأى عين، فَإِذا خرجنَا من عِنْد رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عافسنا الْأزْوَاج وَالْأَوْلَاد والضيعات نَسِينَا كثيرا، قَالَ أَبُو بكر فو الله إِنَّا لنلقى مثل هَذَا، فَانْطَلَقت أَنا وَأَبُو بكر حَتَّى دَخَلنَا على رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقلت: نَافق حَنْظَلَة يَا رَسُول الله، قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَمَا ذَاك؟ قلت: يَا رَسُول الله تكون عنْدك تذكرنا بِالْجنَّةِ وَالنَّار كَانَا رأى عين، فَإِذا خرجنَا من عنْدك عافسنا الْأزْوَاج وَالْأَوْلَاد والضيعات نَسِينَا كثيرا، فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ لَو تدومون على مَا تَكُونُونَ عِنْدِي وَفِي الذّكر لصافحتكم الْمَلَائِكَة على كرشكم وَفِي طرقكم، وَلَكِن يَا حَنْظَلَة سَاعَة وَسَاعَة " ثَلَاث مَرَّات، فَأَشَارَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أَن الْأَحْوَال لَا تدوم، ومثاله أَيْضا مَا رأى عبد الله بن عمر فِي رُؤْيَاهُ من الْجنَّة وَالنَّار

وَمِنْهَا الفراسة الصادقة. والخاطر المطابق للْوَاقِع، قَالَ ابْن عمر: مَا سَمِعت عمر يَقُول لشَيْء قطّ إِنِّي لأظنه كَذَا إِلَّا كَانَ كَمَا يظنّ.

وَمِنْهَا الرُّؤْيَا الصَّالِحَة، وَكَانَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعتني بتعبير رُؤْيا السالكين، حَتَّى روى أَنه كَانَ يجلس بعد صَلَاة الصُّبْح، وَيَقُول: " من رأى مِنْكُم رُؤْيا "

فان قصها أحد عبر مَا شَاءَ الله، وأعني بالرؤيا الصَّالِحَة رُؤْيَة النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَنَام، أَو رُؤْيَة الْجنَّة وَالنَّار. أَو رُؤْيا الصَّالِحين والأنبياء عَلَيْهِم السَّلَام. أَو رُؤْيَة الْمشَاهد المتبركة كبيت الله. ورؤية الوقائع الْآتِيَة فَتَقَع

<<  <  ج: ص:  >  >>