عبدالصمد، عن سليمان بن كثير قال: توضئي لكل صلاة. ثم قال أبو داود: وهذا وهم من عبد الصمد، والقول فيه قول أبي الوليد. اهـ.
قلت: سليمان بن كثير قد ضعف في حديث الزهري، كما أنه اختلف عليه.
فقد رواه البيهقي (١/ ٣٥) من طريق مسلم بن إبراهيم، ثنا سليمان- يعني: ابن كثير-، عن الزهري به، وفيه: فاغتسلي وصلي، وليس فيه الأمر بالاغتسال لكل صلاة، ولا الوضوء لكل صلاة.
قال البيهقي: وهذا أولى لموافقته سائر الروايات، عن الزهري. اهـ.
وللحديث طرق أخرى أتركها اختصارا.
وروى أبو داود (٢٩٣)، قال: حدثنا عبدالله بن عمرو بن أبي الحجاج أبومعمر، ثنا عبد الوارث، عن الحسين، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، قالت: أخبرتني زينب بنت أبي سلمة … ، أن امرأة كانت تهراق الدم، وكانت تحت عبدالرحمن بن عوف، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أمرها أن تغتسل عند كل صلاة وتصلي.
ورواه ابن الجارود (١١٥) من طريق أبو معمر، ثنا عبد الوارث به.
قلت: رجاله ثقات، وأعله أبوحاتم بالإرسال. وقال ابن القطان في بيان الوهم والإيهام (٥٤٩): هو حديث مرسل فيما أرى، وزينب ربيبة النبي -صلى الله عليه وسلم- معدودة في التابعيات، وإن كانت؛ إنما ولدت بأرض الحبشة، فهي إنما تروي عن عائشة، وأمها أم سلمة. اهـ.
وتعقبه ابن القيم في تهذيب السنن (١/ ١٨٩)، فقال: هذا تعليل فاسد؛ فإنها معروفة الرواية، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وعن أمها، وعن أم حبيبة، وزينب، وقد حفظت، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، ودخلت عليه وهو يغتسل، فنضح في وجهها. اهـ.