للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ويصارع الهوى, ويحارب الشيطان, ويتكلف الطاعة, ويسعى جاهدًا فى تكميل نفسه, وترقية روحه رغبًا ورهبًا.

* طبيعتهم:

وطبيعة الملائكة الطاعة التامة لله, والخضوع لجبروته, والقيام بأوامره, وهم يتصرفون فى شئون العالم بإرادة الله ومشيئته, وهو سبحانه يدبر بهم ملكه, وهم لا يقدرون على شىء من تلقاء أنفسهم:

{يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} (١).

{بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ * لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ * يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ} (٢).

{لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} (٣).

روى البخارى أن رسول الله صلى الله علية وسلم قال: «إذا قضى الله الأمر فى السماء ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانًا (٤) لقوله, كـ أنه صلصلة (٥) على صفوان, فإذا فُزِّع (٦) عن قلوبهم قالوا: ماذا قال ربكم؟ قال الحق, وهو العلى الكبير».


(١) سورة النحل - الآية ٥٠.
(٢) سورة الأنبياء - الآية ٢٦ - ٢٨.
(٣) سورة التحريم - الآية ٦.
(٤) خضعانًا: مصدر، أى خضعت خضوعًا.
(٥) الصلصلة: الصوت المتدارك الذى يسمع ولا يثبت، أو ما يقرع السمع حتى يفهم بعد؛ والصفوان: الحجر الأملس.
(٦) فُزِّع: انكشف الفزع.

<<  <   >  >>