إن معرفة الله، هى أسمى المعارف وأجلها، وهى الأساس الذى تقوم عليه الحياة الروحية كلها.
فمنها تفرعت المعرفة بالأنبياء والرسل، وما يتصل بهم من حيث عصمتهم، ووظيفتهم، وصفاتهم، والحاجة إلى رسالاتهم، وما يلحق بذلك من المعجزة والولاية، والكرامة، والكتب السماوية.
وعنها تشعبت المعرفة بعالم ما وراء الطبيعة: من الملائكة والجن والروح.
وعنها انبثقت المعرفة بمصير هذه الحياة، وما تنتهى إليه من الحياة البرزخية، والحياة الأُخروية: من البعث، والحساب، والثواب، والعقاب، والجنة، والنار.
* وسيلة المعرفة:
وللمعرفة بالله وسيلتان:
إحداهما: العقل والنظر فيما خلق الله من أشياء.
وثانيهما: معرفة أسماء الله وصفاته.
فبالعقل من جانب، وبمعرفة الأسماء والصفات من جانب آخر، يعرف الإنسان ربه، ويهتدى إليه.
ولْنُلْق ضوءًا على كل وسيلة من هاتين الوسيلتين:
* المعرفة عن طريق العقل:
إن لكل عضو وظيفة، ووظيفة العقل، هى التأمل والنظر والتفكير، وإذا تعطلت هذه القوى بطل عمل العقل، وعطل من أهم وظائفه، وتبع ذلك