للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والله سبحانه الموجد للكون، له الأسماء الحسنى، والصفات العليا، التى هى من مقتضيات كمال ربوبيته وعظمة ألوهيته.

وهذه الصفات قد تفرد بها الخالق، فلا يشاركه فيها شريك؛ لأنه وحده هو الرب والإله، فلا رب غيره، ولا إله إلا الله.

وهذه الصفات منها صفات سلبية (١)، ومنها صفات ثبوتية.

* الصفات السلبية:

أما الصفات السلبية فهى:

الأول والآخر:

فالله سبحانه هو الأول: ومعنى أوليته: أنه سبحانه لا أول لوجوده، وأن وجوده غير مسبوق بعدم.

وأنه هو الآخر: ومعنى آخريته: أنه سبحانه لا آخر لوجوده، وأنه باق إلى ما لا نهاية، فهو سبحانه أزلى وأبدى، لا يسبقه عدم، ولا يلحقه فناء؛ لأنه واجب الوجود؛ يقول الله سبحانه:

{هُوَ الأَوَّلُ (٢) وَالآخِرُ (٣) وَالظَّاهِرُ (٤) وَالْبَاطِنُ (٥) وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} (٦).

ويقول:

{كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ} (٧).


(١) هى التى سلبت عن الله ما لا يليق بكماله.
(٢) الأول: السابق فى الوجود كل الموجودات من غير سبق العدم.
(٣) الآخر: الباقى بعد فناء الموجودات.
(٤) الظاهر: بآثاره الدالة على وجوده.
(٥) الباطن: هو الذى لا تدركه الحواس، ولا تحيط به العقول.
(٦) سورة الحديد - الآية ٣.
(٧) سورة القصص - الآية ٨٨.

<<  <   >  >>