قالت عائشة رضى الله عنها: ولقد رأيته ينزل عليه الوحى فى اليوم الشديد البرد فيفصم عنه, وإن جبينه ليتفصد عرقًا.
وفى الحديث الذى أخرجه ابن أبى دنيا والحاكم عن ابن مسعود, أن رسول الله صلى الله علية وسلم قال: «إن روح القدس نفث فى روعى أن نفسًا لن تموت حتى تستكمل رزقها, فاتقوا الله وأجملوا فى الطلب».
* عملهم فى الطبيعة ومع الإنسان:
وللملائكة عمل فى تدبير أمور الكون من إرسال الرياح والهواء, ومن سوق السحب وإنزال المطر, ومن إنبات النبات, ونحو ذلك من الأعمال الخافية على الأنظار التى لا تقع تحت الحواس.
وهم يلازمون الإنسان فى حياته كلها, وبعد مماته, يقول الرسول صلى الله علية وسلم: «إن معكم من لا يفارقكم إلا عند الخلاء, وعند الجماع, فاستحيوهم وأكرموهم».
١ - تنشيط القوى الروحية الكائنة فى الإنسان بإلهام الحق والخير:
عن ابن مسعود رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله علية وسلم قال: «إن للشيطان لمة (١) بابن آدم, وللملك لمة, فـ أما لمة الشيطان, فإيعاد بالشر وتكذيب بالحق, وأما لمة الملك, فإيعاد بالخير وتصديق بالحق فمن وجد من ذلك شيئًا, فليعلم أنه من الله, وليحمد الله, ومن وجد الأخرى فليتعوذ من الشيطان .. ثم قرأ:
(١) اللمة كهمة: الخطرة بالقلب، لمة الشيطان: وسوسته بالسوء؛ ولمة الملك وحيه بالخير.