للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

{وَقَالُوا مَا هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلاَّ الدَّهْرُ} (١).

ثانيًا: أن أهل الكتاب، وإن كانوا يؤمنون باليوم الآخر، إلا أن تصورهم له قد بلغ منتهى الفساد.

فالنصارى مثلاً، يعتمدون فيه على وجود يسوع الفادى المخلِّص الذى يَفْدى الناس بنفسه، ويخلِّصهم من عقوبة الخطايا .. وهذا يطابق ما يقوله الهنود فى كرشنه، وبوذا، سواء بسواء.

وعقيدة اليهود فى الله وفى اليوم الآخر، لا تقل فى فسادها وضلالها عن عقيدة النصارى، والهنود.

ثالثًا: أن الإيمان باليوم الآخر يجعل لحياتنا غاية سامية، وهدفًا أعلى، وهذه الغاية هى فعل الخيرات، وترك المنكرات، والتحلى بالفضائل، والنخلى عن الرذائل الضارة بالأبدان والأديان، والأعراض والعقول، والأموال؛ أى تحقيق معنى الخلافة.

ولابد من تقوية الوازع النفسى الذى يرغِّب فى الخير، ويصد عن الشر، ولا يقوى الوازع إلى بكثرة التذكير والتفنن فى التصوير، وضرب الأمثال المتنوعة، حتى تعمق جذوره، ويقوى تأثيره، ويحقق الغاية منه، فيرجع المنكر عن إنكاره، ويصحح المخطئ خطأه، ويحدد كل إنسان هدفه الأعلى لا يضل الطريق، أو تتعثر به الخطا.

* بداية اليوم الآخر:

ويؤخذ من مجموع الآيات الكريمة، أن اليوم الآخر يبدأ بإحداث تغيير عام فى هذا الكون، فتتشقق السماء، وتتناثر النجوم، وتتصادم الكواكب، وتتفتت الأرض، ويخرب كل شىء، ويدمر كل ما عرفه الناس فى هذا الوجود.


(١) سورة الجاثية - الآية ٢٤.

<<  <   >  >>