للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

* رحمة الله بالمؤمن عند الحساب:

والمؤمن لا يناقش الحساب رحمة به وشفقة عليه، لأن من نوقش الحساب عذب، قيل لابن عمر: كيف سمعت رسول الله يقول فى النجوى (١)؟ قال: سمعته يقول: «يدنو أحدكم من ربه حتى يضع كنفه (٢) عليه، فيقول: أعملت كذا وكذا؟ فيقول: نعم، فيقرره (٣)، ثم يقول: إنى سترت عليك فى الدنيا، وأنا أغفرها لك اليوم، ثم يعطى صحيفة حسناته، وأما الكفار فينادى على رءوس الأشهاد: هؤلاء الذين كذبوا على ربهم، ألا لعنة الله على الظالمين» (٤).

عن عائشة رضى الله عنها أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: «ليس أحد يحاسب يوم القيامة إلا هلك» فقلت: يا رسول الله، أليس قد قال الله تعالى: {فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ *فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً} (٥)، فقال: «إنما ذلك العرض، وليس أحد يناقش الحساب يوم القيامة إلا عُذب».

* الحوض:

إن لكل نبى حوضًا يشرب هو وأمته منه بعد الموقف، وقبل دخول الجنة، ولنبينا حوض كذلك، ماؤه أبيض من اللبن، وأحلى من العسل، وأطيب من


(١) المراد بها هنا: مناجاة الله لعبده المؤمن فى الآخرة.
(٢) ستره.
(٣) أى يقرره بذنوبه.
(٤) رواه البخارى ومسلم.
(٥) سورة الانشقاق - الآية ٧، ٨.

<<  <   >  >>