فبالجسد يتحرك ويحس؛ وبالروح يدرك، ويعى، ويفكر، ويعلم، ويختار، ويحب، ويكره؛ وأصل الجسد التراب - وهذه قضية مسلم بها - فإن الإنسان لا يكاد يموت حتى ينحل إلى عناصره الأولى التى لا تختلف عن باقى عناصر الأرض.
فلو أخد الإنسان جزءًا من تراب الأرض الخصبة، وحللها تحليلاً كيماويًا، لوجدها تتركب من عدة عناصر؛ ولو أخذ قطعة من جسم الإنسان، وأجرى عليها عمليات التحليل، لوجدها تتركب من هذه العناصر نفسها.
وقد أحصى العلماء العناصر التى يتألف منها جسم الإنسان، وقالوا: إنه به من الكربون ما يكفى لعمل ٩ آلاف قلم رصاص، وبه من الفسفور ما يكفى لعمل ٢٠٠٠ رأس عود كبريت، وفى الإنسان حديد، وجير، وبوتاسيوم، وملح، ومغنسيوم، وسكر، وكبريت؛ وهى كلها من المعادن التى تتألف منها تربة الأرض.
أما الروح فإن أمرها كان وما زال مثار لجدل ونقاش بين العلماء والفلاسفة، ولم ينتهوا فى شأنها إلى رأى حاسم بعد.
أما القرآن، فقد أجاب عن التساؤل الذى ثار حولها إجابة بعد معجزة من معجزاته الكثيرة: