العمل الثانى: أنه صلى الله عليه وسلم قضى على رذائل الجاهلية ونقائصها، وأقام مقامها الفضائل والمكارم والآداب.
العمل الثالث: أنه صلى الله عليه وسلم أقام الدين الحق الذى يصل بالإنسان إلى أقصى ما قدر له من كمال.
العمل الرابع: أنه صلى الله عليه وسلم أحدث ثورة كبرى غيرت الأوضاع، والعقول، والقلوب، ونظام الحياة الذى درج عليه أهل الجاهلية.
العمل الخامس: أنه صلى الله عليه وسلم وحّد الأمة العربية، وأقام دولة كبرى تحت راية القرآن الكريم.
هذه هى الأعمال التى تمثل نجاح الرسول صلى الله عليه وسلم فى مهمته؛ وهى كما تبدو كلها أمور كبيرة، وإقامتها، بل إقامة واحد منها، من الخطورة بمكان.
وإنه لا يمكن أن يتأتى النجاح لفرد فى بعض هذه الأعمال، فضلاً عن توفر النجاح فى كل ناحية من هذه النواحى.
إن القيام بهذه الأعمال والنجاح فيها على هذا النحو، لهو المعجزة الكبرى لحضرة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فإذا كان عيسى عليه السلام له معجزة إحياء الموتى، وموسى عليه السلام له معجزة العصا، فإن هاتين المعجزتين فى جانب هذه الانتصارات، وإلى جانب هذه المعجزات، لا تساوى شيئًا.
* دلائل صدقه:
ومن دلائل الصدق على أن الرسول صلى الله عليه وسلم إنما هو مرسل من عند الله ما يأتى:
أولاً: أنه كان زاهدًا فى الدنيا، فلم يكن يطلب على عمله أجرًا، فقد كان زاهدًا فى المال، وفى كل ما هو مادى، كما كان زاهدًا فى الجاه والمنصب.