للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ *وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ مَا كَانَ حُجَّتَهُمْ إِلاَّ أَنْ قَالُوا ائْتُوا بِآبَائِنَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ *قُلِ اللَّهُ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لا رَيْبَ فِيهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ} (١).

فهؤلاء الذين استنكروا البعث، ردّ الله عليهم بأن استبعادهم لا معنى له، لأنهم يجهلون عظمة الله، وقدرته، وعلمه، وحكمته، وأنهم لا يبصرون فى أنفسهم، فهم أنفسهم أدل الدلائل، وأقوى الحجج على نفى ما ينكرونه من البعث، فالله أحياهم أولاً وأماتهم ثانيًا، ولا تزال القدرة الصالحة لإحيائهم مرة، وجمعهم مرة أخرى يوم القيامة، فأى استبعاد فى هذا؟!

{وَهُوَ الَّذِي يَبْدأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} (٢).

* اختلاف الناس عند البعث:

والناس يختلفون عند البعث اختلافًا كبيرًا حسب أعمالهم، فالذين صلحت عقائدهم وأعمالهم، وزكت نفوسهم، يكونون أكمل أجسادًا وأرواحًا، والذين خبثت أعمالهم، وفسدت عقائدهم، يكونون أنقص أجسادًا وأرواحًا.

فعن أبى هريرة رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: «يحشر الناس يوم القيامة ثلاثة أصناف: صنف مشاة، وصنف ركبان،


(١) سورة الجاثية - الآية ٢٤ - ٢٦.
(٢) سورة الروم - الآية ٢٧.

<<  <   >  >>