لم يرسل الله رسولاً ليلغ الناس الدين، ويعملهم الشريعة، إلا وأيده بالآيات التى تقطع بأنه مرسل من عنده، وأنه موصول بالملأ الأعلى يتلقى عنه، ويأخذ تعاليمه منه.
وهذه الآيات التى يؤيد الله بها رسله، لابد أن تكون فوق مقدور البشر، وخارج نطاق طاقاتهم وعلومهم ومعارفهم؛ كما يجب أن تكون مخالفة للسنن الخاصة بالمادة، وخارقة للعادات المعروفة، والقوانين الطبيعية المألوفة.
ولذلك سمى العلماء هذه الآيات بالمعجزات، لأنها تعجز العقل عن تفسيرها، كما تعجز القدرة الإنسانية عن الإتيان بمثلها.
وعرّفوا المعجزة بأنها: الأمر الخارق للعادة، الذى يجريه الله على يدى نبى مرسل، ليقيم به الدليل القاطع على صدق نبوّته.
ومن ثم كانت المعجزة ضرورية، وإظهارها واجبًا، ليتم بها المقصود من تبليغ الرسالة، وتقام بها حجة الله على الناس.
وهذه الآيات ممكنة فى ذاتها، والعقل لا يمنعها، والعلم لا ينفيها، والواقع يؤيدها.
فقد قام رجال وادعوا أنهم رسل الله، وتحدّوا أممهم بما أظهروه من هذه الخوارق، ورآها الناس عيانًا، وآمن بها ألوف وألوف عبر القرون والأجيال.
بل إن العلم الحديث نفسه أثبت أن النواميس الطبيعية يمكن تخلفها عن إحداث آثارها بنواميس أخرى أرقى منها، كما أثبت العلم أيضًا أن معجزات الأنبياء كلها صحيحة.