الإيمان باليوم الآخر ركن من أركان الإيمان، وجزء من أجزاء العقيدة، بل هو العنصر الهام الذى يلى الإيمان بالله مباشرة.
لأن الإيمان بالله يحقق المعرفة بالمصدر الأول الذى صدر عنه الكون، والإيمان باليوم الآخر يحقق المعرفة بالمصير الذى ينتهى إليه هذا الوجود.
وعلى ضوء المعرفة بالمصدر والمصير، يمكن للإنسان أن يحدد هدفه، ويرسم غايته، ويتخذ من الوسائل والذرائع ما يوصله إلى الهدف، ويبلغ به الغاية ومتى فقد الإنسان هذه المعرفة، فإن حياته سوف تبقى لا هدف لها، ولا غاية منها.
وحينئذ يفقد الإنسان سموه الروحى، وفضائله العليا، ويعيش كما تعيش الأنعام، تسيرها غرائزها الطبيعية، واستعداداتها الفطرية، وهذا هو الانحطاط الروحى المدمر لشخصية الإنسان.
* لم يخلق الإنسان عبثًا:
والقرآن الكريم يلفت الأنظار إلى أن الله لم يخلق الإنسان من غير هدف عال، ولا غاية سامية؛ لأن ذلك يتنافى مع كماله الأقدس وحكمته العليا.
فالله لم يخلق الإنسان بيده، وينفخ فيه من روحه، ويفضله على ملائكته، ويسخر له ما فى السماوات وما فى الأرض، ويجعله سيد هذا الكوكب الأرضى دون غاية أو غرض؛ فإن ذلك عبث يتنزه الله عنه.