للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

* تحريف الإنجيل:

والإنجيل الذى نزل على عيسى عليه السلام هو مثل التوراة التى نزلت على موسى عليه السلام، كلاهما كلام الله، وفيها هدى ونور، إلا أن الإنجيل قد لحقه ما لحق التوراة من التحريف:

{وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظّاً مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللَّهُ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ *يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} (١).

ويكفى لصحة التدليل على التحريف فى الأناجيل المتداولة بأيدى النصارى الآن، أنها أربعة اختيرت من نحو سبعين إنجيلاً، وهذه الأناجيل تناولت الكتابة عن سيرة سيدنا عيسى عليه السلام، ومؤلفوها معروفون، وأسماؤهم مكتوبة عليها، وقد قرر نقاد المسيحيين أنفسهم أن عقائد الأناجيل هى رأى بولس دون سائر الحواريين ودون أقرب الأقربين إلى عيسى عليه السلام.

وقد وجد فى مكتبة أمير من الأمراء فى باريز نسخة من إنجيل برنابة، وقد طبعته مطبعة المنار بعد ترجمته إلى العربية، وهو يخالف الأناجيل الأربعة مخالفة كبيرة.

* معنى تصديق القرآن للكتب السابقة:

وإذا كان التحريف فى التوراة والإنجيل ثابتًا ثبوتًا حقيقيًا لا ريب فيه - بنص القرآن من جهة، وبالأدلة الحسية من جهة أخرى - فما معنى أن القرآن جاء مصدقًا لما تقدمه من الكتب الإلهية؟


(١) سورة المائدة - الآية ١٤، ١٥.

<<  <   >  >>