يعلم بذلك متى تقوم الساعة، وهذا باطل، وأيضًا فكان تكون نسبته صلى الله عليه وسلم إيانا إلى من قبلنا، بأننا كالشعرة فى الثور كذبًا .. ومعاذ الله من ذلك، فصح أنه صلى الله عليه وسلم إنما أراد شدة القرب، وله صلى الله عليه وسلم منذ بعث أربعمائة عام ونيف وألف، والله تعالى أعلم بما بقى من عمر الدنيا، فإذا كان هذا العدد العظيم لا نسبة له عندما سلف لقِلّته وتفاهته بالإضافة إلى ما مضى، فهو الذى قال صلى الله عليه وسلم من أننا فيمن مضى كالشعرة فى الثور، أو الرقمة فى ذراع الحمار.
* البعث:
ويبدأ اليوم الآخر بالبعث: وهو إعادة الإنسان روحًا وجسدًا، كما كان فى الدنيا، وهذه الإعادة تكون بعد العدم التام، ولا يستطيع الإنسان معرفة هذه النشأة الأخرى، لأنها تختلف تمام الاختلاف عن النشأة الأولى.
ولقد أورد القرآن الكريم أدلة كثيرة على البعث، مستدلاً بالنشأة الأولى على النشأة الآخرة، ومبينًا أن الله قادر على كل شىء، وعالم بكل شىء، فلا تعجزه إعادة الأجسام لنفوذ قدرته، ولا يضيع منها شىء لسعة علمه.