للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فما الذى غير طباعهم وغرائزهم وميولهم، ووجهها وجهة الحق والخير والجمال والكمال؟

لماذا لم يكونوا مثل غيرهم ممن لا يؤمنون بالله من غلظ الجهل، وجفاء الطبع، وخبث النفس، وظلمة القلب، وفساد الخلق، وحيوانية فى المطالب والمآرب؟ لابد وأن يكون وراء ذلك سر.

وهل فيه سر غير أن المؤمنين بالله يمدهم بالقوى التى تصحح إنسانيتهم ليصلوا إلى أقصى ما قدر لهم من كمال، فهذا التغيير فى نفوس المؤمنين وصفاتهم وأخلاقهم وميولهم، أدل دليل على وجود قوى روحية خفية تعمل عملها فى صمت، وتظهر آثارها جلية فى سلوك المؤمنين بها، الواصلين حبالهم بحبالها.

* شواهد النقل:

ومما يستشهد به على الوجود الإلهى الحقيقى أن المصطفين من العباد، والأخيار من الناس، نادوا فى الناس من عهد آدم إلى عهد محمد - عليهم صلوات الله وسلامه - بأن لهذا الكون إلهًا حكيمًا، وأجمعوا على ذلك.

وقد قامت الشواهد على صدقهم من تأييد الله لهم، وكبت أعدائهم، وجعل كلمة الله هى العليا، وكلمة الذين كفروا السفلى .. فأى دليل أبلغ من قول الصادقين مع الله، والمخلصين له، والداعين إليه، والمتفانين فيه، والمؤيدين به.

* لا سند للإلحاد:

وأخيرًا نقرر أنه لم يثبت من ناحية العقل، ولا من ناحية العلم، أى دليل يمكن الاستناد إليه فى نفى وجود الله .. وكل ما ذكره الملحدون ما هو إلا وهم لا يستند إلى منطق سليم، ولا علم مكين.

وليس هذا الإلحاد بجديد على الناس، ولا هو من مبتكرات هذا العصر، وإنما هو قديم، وقديم جدًا، قاومه الأنبياء عبر الأجيال والعصور، يقول القرآن الكريم:

<<  <   >  >>