للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الحديث، وتصل الرحم، وتحمل الكَلَّ، وتقرى الضيف، وتُكسب المعدوم، وتعين على نوائب الدهر.

ولقد عرض الرسول صلى الله عليه وسلم لأول عهده بالنبوة الإسلام على أبى بكر رضي الله عنه، فصدّقه لأول وهلة، وما توقف عن المسارعة إلى الإيمان به، لأنه كان يعلم صدقه وأمانته، ودخل أعرابى عليه، فنظر إليه فوجد الصدق يحوطه، فقال: والله ما هذا الوجه بوجه كذاب.

* التبشير بظهور خاتم الرُّسل:

لم تخل الكتب الإلهية المتقدمة من التبشير بظهور محمد صلى الله عليه وسلم ونبوته، ففى سفر تثنية الاشتراع (التوراة) بشارة يقول: " أتى الرب من طور سيناء وارتفع من صير إليهم، وشع شعاعة من فاران، وتقدم إلى الأمام ومعه عشرة آلاف من الأبرار، ومن يمينه خرج كتاب التقوى ".

فالإتيان من طور سيناء، يشير إلى ظهور الرب لموسى الكليم؛ والارتفاع من صير، يشير إلى استيلاء داود على صير؛ وأما فاران، فهو اسم أرض الحجاز القديم، حيث ظهر محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم من سلالة إبراهيم عليه السلام؛ وأما التقديم إلى الأمام ومعه عشرة آلاف من الأبرار، فهو إشارة إلى النبى محمد صلى الله عليه وسلم، فقد دخل مكة يصحبه عشرة آلاف من أنصاره يوم فتح مكة؛ ومن يمينه خرج كتاب التقوى، يشير إلى الشريعة التى خرج بها محمد صلى الله عليه وسلم على العالم، والتى لازال نورها يضىء كل ما له شأن بالدين والدنيا، من حياة عامة وخلق اجتماعى.

وفى إنجيل يوحنا، الإصحاح الرابع عشر ١٣، ١٥٥:

<<  <   >  >>